نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 361
( ج ) مراقبة الله في اللسان : وقد ذكر الغزالي في آفات اللسان ، وجوب أن يتجنب الإنسان الغفلة عن دقائق الخطأ في فحوى الكلام ، لا سيما فيما يتعلق بالله وصفاته ، ويرتبط بأمور الدين . وكذلك يجب على الإنسان أن يتجنب الكلام فيما لا يعنيه وفضول الكلام ( الخوض فيما لا يعني ، والزيادة فيما يعني على قدر الحاجة ) ، والخوض في الباطل ( وهو الكلام في المعاصي ، كحكاية أحوال النساء ومجالس الخمر ومقامات الفساق ، بل هو الخوض في ذكر محظورات سبق وجودها أو تدبر للوصول إليها ، من غير حاجة دينية إلى ذكرها ) . وكذلك يجب مراقبة الله في آفات اللسان الأخرى ، كالمراء بالطعن في كلام الغير ( لتحقيره وإظهار الكياسة ، وتركه يكون بترك الإنكار ، والتصديق بكل كلام سمعته إن كان حقا ، والسكوت عنه إن كان كذبا ، ولم يكن متعلقا بأمور الدين ) ! والخصومة لجاج مذموم في الكلام ( ولكن لا يحرم على المظلوم أن ينصر حجته بطريق الشرع ، من غير لدد وإسراف ، ومن غير قصد عناد وإيذاء ، والأولى تركه ) ! ويذم الفحش ( وهو التعبير عن الأمور المستقبحة ، لا سيما في ألفاظ الوقاع وما يتعلق به بالعبارات الصريحة ) ، والشتم والتعيير ، وهو ذكر عبارات يستقبح ذكرها ، واللعن هو الطرد والإبعاد من الله تعالى ( وهو لا يجوز إلا مع الظالمين والكافرين والفاسقين ، دون الأشخاص المعينين ) ، ويقرب من اللعن الدعاء على الإنسان ( حتى الظالم بالشر ) . وينهى عن الإفراط في المزاح ، لأنه يورث كثرة الضحك التي تميت القلب وتورث الضغينة وتسقط المهابة ، أما الاستهزاء وهي الاستهانة والتحقير والتنبيه على العيوب والنقائص على وجه يضحك منه ( بالمحاكاة في الفعل والقول ، أو بالإشارة والإيماء ) ، فحرام مهما كانت مؤذية . ويحرم إفشاء السر إن كان فيه إضرار ، وكذا الوعد على عزم الخلف ،
361
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 361