نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 355
الذي لما فقد الله بالخطيئة ، لأنه يعيش باللذة ، ولما لم يعد قادرا على الابتهاج بالله المحتجب عنه ، أحاط نفسه بالأشياء العالمية التي يحسبها خيره وكلما رأى نفسه محروما من الله ، ازداد قوة ، وهكذا ، فإن تجدد الخاطئ إنما هو من الله الذي ينعم عليه فيتوب [1] " ، " وجب على الإنسان أن يحب ويحفظ ما لا نهاية له ! فليتحول بخل الإنسان إذا إلى صدقة ، موزعا بالعدل ما قاله بالظلم ، وليكن على انتباه حتى لا تعرف اليد اليسرى ما تفعله اليد اليمنى ، لأن المرائين إذا تصدقوا يحبون أن ينظرهم ويمدحهم العالم ، ولكن الحق أنهم مغرورون لأن من يشتغل بالإنسان ، فمنه يأخذ أجره ، فإذا نال إنسان شيئا من الله ، وجب عليه أن يخدم الله ، وتوخوا متى تصدقتم أن تحسبوا أنكم تعطون الله كل شئ وحبا في الله ، فلا تبطئوا في العطاء ، وأعطوا خير ما عندكم ، حبا في الله [2] " ! " لو كان للعالم عقل سليم ، لم يجمع أحد شيئا لنفسه ، بل كان كل شئ شركة ، ولكن بهذا يعلم جنونه ، إنه كلما جمع ، زاد رغبة ، وإن ما يجمعه ، فإنما يجمعه لراحة الآخرين الجسدية ، فليكفكم إذا ثوب واحد ، ارموا كيسكم ، لا تحملوا مزودا ولا حذاء في أرجلكم ، لا تفكروا قائلين ماذا يحدث لنا ، بل فكروا أن تفعلوا إرادة الله ، وهو يقدم لكم حاجتكم ، حتى لا تكونوا في حاجة إلى شئ ، الحق أقول لكم إن الجمع كثيرا في هذه الحياة ، يكون شهادة أكيدة على عدم وجود شئ يؤخذ في الحياة الأخرى [3] " . " أحرسوا مشاعركم واحرسوا قلوبكم ، لأن الله لا يوجد خارجا عنا في هذا العالم الذي يكرهه ! على من يريدون أن يعملوا أعمالا صالحة ، أن يلاحظوا
[1] راجع ص 186 و 187 من إنجيل برنابا . [2] راجع ص 191 من إنجيل برنابا . [3] راجع ص 35 و 36 من إنجيل برنابا . وهذا من الزهد الذي دعا إليه السيد المسيح ، إذ كان قومه الذين بعث إليهم وهم اليهود ، منهمكين حتى كهنتهم في جمع المال ، ولا يهمهم السبيل الموصل إليه ، فندد بالأغنياء والذين يكنزون المال ووعظهم بوجوب توزيع أموالهم على الفقراء ، وعزز كلمة الفقراء واختلط بهم ، فوضع بذلك أساس الاشتراكية الصحيحة ، وأمر بالتعاضد والتعاون ، دفعا للأنانية المفرطة فيهم .
355
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 355