نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 354
وأما آفات المال ، فدينية ودنيوية ، أما الدينية : فإن تجر إلى المعاصي وارتكاب الفجور ( فإن الشهوات متفاضلة ، والعجز قد يحول بين المرء والمعصية ) ، ومن العصمة أن لا يجد ، وأنه يجر إلى التنعم في المباحات ، وربما لا يقدر على التوصل إليه بالكسب الحلال ، فيقتحم الشبهات ويخوض في المراءاة والمداهنة والكذب والنفاق وسائر الأخلاق الرديئة ، لينتظم له أمر دنياه ويتيسر له تنعمه ، وأنه يلهيه إصلاح ماله عن ذكر الله تعالى ، وكل ما شغل العبد عن الله تعالى فهو خسران ، فإن أصل العبادات وسرها ذكر الله والتفكر في جلاله ، وذلك يستدعي قلبا فارغا . فإن كان الإنسان فقيرا ، فينبغي أن يكون قانعا ، منقطع الطمع عن الخلق غير ملتفت إلى ما في أيديهم ، ولا حريصا على اكتساب المال كيف كان ، بالتدنس بالمنكرات ، ولا يمكنه ذلك إلا بأن يقنع بقدر الضرورة من المطعم والملبس والمسكن ، ويرد أمله إلى يومه أو إلى شهره ! وعلاج هذا ، العمل بالاقتصاد في المعيشة والرفق في الإنفاق ، وإذا تيسر له ما يكفيه ، فلا ينبغي أن يكون شديد الاضطراب لأجل المستقبل ، ويعينه على ذلك قصر الأمل والتحقق بأن الرزق الذي قدر له لا بد وأن يأتيه ، وأن يعرف ما في القناعة من عز الاستغناء ، وما في الحرص والطمع من الذل ، وأن يخير عقله بين أن يكون على مشابهة أراذل الناس أو على الاقتداء بالأنبياء أعز أصناف الخلق عند الله ! وإن كان المال موجودا ، فينبغي أن يكون حاله الإيثار والسخاء واصطناع المعروف والتباعد عن البخل [1] ! * * * وجاء في إنجيل برنابا " من المحال أن ينال البخيل خيرا في الجنة . . إن البخيل يصرف كل ماله على ملذته الخاصة ، غير ناظر إلى بدايته أو نهايته . . يجعل البخيل نفسه إلها على الثروة التي وهبها إياه الله ! البخل هو عطش الحس ،
[1] راجع ص 80 - 82 من الثقافة الروحية في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي لمحمود علي قراعة .
354
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 354