responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 351


ولا تستحق الفرح ، بل ينبغي أن يغمه مدح المادح ، ومهما علم أن أمره بيد الخالق ، وأن الأزرق والآجال بيد الله تعالى ، سقط من قلبه حب المدح واشتغل بما يهمه من أمر دينه ! والعلة في كراهة الذم ، ضد العلة في حب المدح فعلاجه أيضا يفهم منه ، فإن كان من ذمك صادقا وقصده النصح ، فلا ينبغي أن تذمه ، بل ينبغي أن تفرح به وتشتغل بإزالة الصفة المذمومة عن نفسك إن قدرت عليها ، وإن كانت قصده الإيذاء والتعنت ، فهو قد تضرر به في دينه وأنت قد انتفعت بقوله ( إذا ذكرك عيبك أو أرشدك إليه أو قبحه في عينك وإن افترى عليك بما أنت برئ منه عند الله تعالى ، فينبغي أن لا تكون ذلك ، ولا تشتغل بذمه بل تفكر في أنك في غنى عنه ، وأنك إن خلوت من ذلك العيب فلا تخلو من أشباهه ، وما ستره الله من عيوبك أكثر ، فاشكر الله تعالى إذ لم يطلعه على عيوبك ، وأن ذلك كفارات لبقية مساويك ( إذ أهدى إليك حسناته بغيبته ) !
ويقول الغزالي إلى الرياء حرام ، والمرائي عند الله ممقوت ، واسم الرياء مخصوص بحكم العادة بطلب المنزلة في القلوب بالعبادات وإظهارها ، وإذا لم يكن للمرائي بالعبادات إلا قصد الرياء المحض دون الأجر ، فتبطل عبادته ، بل يعصي بذلك ، لأن فيه مكرا على الناس ، لأنه خيل إليهم أنه مخلص مطيع لله ، وليس كذلك ( والتلبيس في أمر الدنيا حرام أيضا ) ، وهو مهما قصد بطاعة الله تعالى مراءاة عبد ضعيف لا يملك له ضرا ولا نفعا ، ما ذلك إلا لأنه يظن أن ذلك العبد أقدر على تحصيل أغراضه من الله ، وأنه أولى بالتقريب إليه منه ، ولهذا سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم " الشرك الأصغر " ، ولو لم يكن في الرياء إلا أن يسجد ويركع لغير الله ، الشرك الأصغر " ، ولو لم يكن في الرياء إلا أن يسجد ويركع لغير الله ، لكان فيه كفاية ، ولعمري لو عظم غير الله بالسجود ، لكفر كفرا جليا إلا أن الرياء هو الكفر الخفي لأن المرائي عظم في قلبه الناس ، فاقتضت تلك العظمة أن يسجد ويركع إلا أنه قصد تعظيم نفسه في قلب من عظم عنده ، بإظهار من نفسه صورة التعظيم لله ، فعند هذا كان شركا خفيا !
وللمرائي مقصود لا محالة ، وللمرائي لأجله ثلاث درجات :

351

نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست