responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 341


عبارة عن ميل النفس إلى موافق ملائم ، وهذا إنما يتصور في نفس ناقصة ، فإن ما يوافقها تستفيد بنيله كمالا ، فتلتذ بنيله ، وهذا محال على الله تعالى ، فإن كل جمال وبهاء وجلال ممكن في حق الإلهية ، وليس في الوجود إلا ذاته وأفعاله فهو إذا لا يحب إلا نفسه ، وما ورد من الألفاظ في حبه لعباده فهو مؤول ويرجع معناه إلى الكشف الحجاب عن قلب العبد حتى يراه بقلبه ، وإلى تمكينه إياه من القرب منه وإلى إرادته ذلك به في الأزل ، وقرب كل واحد من الله بقدر كماله ، وسلوك العبد في درجات الكمال متناه ، ولا ينتهي إلا لحد محدود ، ثم درجات القرب تتفاوت تفاوتا لا نهاية له أيضا ، لأجل انتفاء النهاية عن ذلك الكمال !
وثمار المحبة تظهر في القلب واللسان والجوارح ، وهي كثيرة ، منها : حب لقاء الحبيب بطريق الكشف والمشاهدة في دار السلام ، وأن يكون مؤثرا ما أحبه الله تعالى ، على ما يحبه في ظاهره وباطنه ، وأن لا يكون له تنعم بغيره ، وأن يجتنب اتباع الهوى ( والمعصية لا تخرجه عن الحب ، ولكن تخرجه عن كماله ) ، وأن لا يفتر لسانه عن ذكر الله ، ولا يخلو عنه قلبه ، وذكر ما يتعلق به من كلام ورسل ، وما ينسب إليه ، وحب جميع الخلق ، لأنهم خلقه ، وأن يكون أنسه بالخلوة ومناجاته لله تعالى وتلاوة كتابه ، وأن لا يطمئن إلا بالله " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " ، وأن لا يتأسف على ما يفوته مما سوى الله عز وجل ، ويعظم تأسفه على فوت كل ساعة خلت عن ذكر الله تعالى وطاعته ، فيكثر رجوعه عند الغفلات بالتوبة ، وأن يستقبل كل شئ بالرضا ، ويذكر قوله تعالى " وعسى أن تكرهوا شيئا ، وهو خير لكم " ، وأن يتنعم بالطاعة ( ولا يستثقلها ) ويسقط عنه تعبها ، وأن يكتم الحب ويجتنب الدعوى ويتوقى من إظهار الوجد والمحبة ، تعظيما للمحبوب وهيبة منه وغيره على سره ، لذا يذم الشطح بدعاوى طويلة عريضة في العشق مع الله تعالى والوصال المغني عن الأعمال الظاهرة ، كدعوى الاتحاد ) ، وأن يأنس بالله ، ويرضى بكل حكم نازل [1] .



[1] راجع ص 59 - 68 من الثقافة الروحية في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي لمحمود علي قراعة .

341

نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست