نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 335
وباطن القلب ) ، وتلاوة القرآن حق تلاوته ، هو أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب ، فاللسان يرتل ( بتصحيح الحروف بتؤدة من غير استعجال ) والعقل يترجم ( بتفسير المعاني ) والقلب يتعظ ( بالتأثر بالانزجار والائتمار ) ، فيترقى إلى أن يسمع الكلام من الله عز وجل ، لا من نفسه ! ومن العبادة ذكر الله ودعاؤه ، والمؤثر النافع هو الذكر على الدوام ( أوفى أكثر الأوقات ) مع حضور القلب ، وهو المقدم على سائر العبادات ، وهو غاية ثمرتها العملية ، وأول الذكر يوجب الأنس والحب ، وآخره يوجبه الأنس والحب ، ويصدر عنه [1] ! * * * وجاء في إنجيل برنابا " إن الله خلق الحس لأجل اللذة ، ولا يعيش إلا بها ، كما أن الجسد يعيش بالطعام ، والنفس تعيش بالعلم والحب ، فهذا الحس يخالف النفس بسبب الغيظ الذي يلم به ، لحرمانه من الجنة بسبب الخطيئة ، لذلك وجب أشد الوجوب وآكده على من لا يريده تغذيته باللذة الجسدية ، أن يغذيه باللذة الروحية . . . وهكذا فإن أول شئ يتبع الحزن على الخطيئة ، الصوم . . فمتى رأى أن اللذة جعلته يخطئ إلى الله خالقه ، باتباعه الحس في طيبات العالم هذه ، فليحزن لأنه فعل هكذا ، لأن هذا يحرمه من الله حياته ، ويعطيه موت الجحيم الأبدي . . ومتى رأى أن الحس يمقت الصوم ، فليضع قبالته حال الجحيم . . . وليضع قبالته مسرات الجنة " ! " . . . ليكن التائب متيقظا ، لأن الشيطان . . . يحاول أن يحمله على عدم الصوم في حال من الأحوال بشبهة المرض ، فإذا لم يكن هذا ، أغراه بالغلو في الصوم ، حتى ينتابه مرض ، فيعيش بعد ذلك متنعما ، فإذا لم يفلح في هذا ، حاول
[1] راجع ص 45 - 55 من الثقافة الروحية في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي لمحمود علي قراعة .
335
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 335