نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 333
لذكري " ، وحضور القلب هو روح الصلاة ، إذ الذكر فيها هو مناجاة مع الله عز وجل ( حمد وثناء وتضرع ودعاء ) ، والمقصود به وبالركوع والسجود هو التعظيم قطعا ، ولا يكون معظما لله عز وجل الغافل عنه ! وعلاج إحضار القلب في الصلاة التفهم بصرف الذهن إلى إدراك المعنى ، بالإقبال على الفكر ودفع الخواطر الشاغلة ، بالنزوع عن تلك الأسباب التي تنجذب إليها ، وهجوم حب الله ومعرفة جلاله وعظمته وهيبته ( والهيبة خوف مصدره الإجلال ) ، ورجاء ثواب الله عز وجل بالصلاة ، واستشعار حقارة النفس والتقصير ، والعجز عن القيام بحقه تعالى ، لتصفو صلاتك عن الخواطر ! ويقول الغزالي إن سبب موارد الخواطر ، إما أن يكون أمرا خارجا ، أو أمرا في ذاته باطنا ، أما الخارج ، فما يقرع السمع أو يظهر للبصر ، فإن ذلك قد يختطف الهم حتى يتبعه ويتصرف فيه ، ثم تنجر منه الفكرة إلى غيره ويتسلسل ، وعلاجه قطع هذه الأسباب ( بأن يغض بصره ، أو لا يترك بين يديه ما يشغل حسه ، ويقرب من حائط عند صلاته ، حتى لا تتسع مسافة بصره ) ! وأما الأسباب الباطنة فهي أشد ، فإن من تشعبت به الهموم في أودية الدنيا ، لا ينحصر فكره في فن واحد ، فهذا طريقه أن يرد النفس قهرا إلى فهم ما يقرؤه في الصلاة وشغلها به عن غيره ، ويعينه على ذلك أن يستعد له قبل التحريم ، بأن يجدد على نفسه ذكر الآخرة وموقف المناجاة ، فإن كان لا يسكن هائج أفكاره ، بهذا فلا ينجيه إلا أن يعاقب نفسه ، بقطع تلك العلائق ، أما الشهوة القوية المرهقة ، فلا يزال يجاذبها وتجاذبه ، ثم تغلبه ، وتنقضي جميع صلاته في شغل المجاذبة . وقد قال تعالى " وأقيموا الصلاة ، وآتوا الزكاة " ، وهو ربع العشر ، ويقول الغزالي إن على مريد الآخرة بزكاته أو بصدقة التطوع : فهم وجوب الزكاة ومعناها ، ووجه الامتحان فيها ، وشكر النعمة ، وتطهير النفس من صفة البخل بأن تتعود بذل المال ، وامتحان حبنا لله بمفارقتنا لجزء من أموالنا ، فيعجل عن وقت الوجوب إظهارا ، للرغبة في الامتثال بإيصال السرور إلى قلوب الفقراء ،
333
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 333