نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 327
زرع ، وأنه لن يكون لك نسل من غير زواج ، وهكذا . . فليس التوكل في هذا المقام بالعمل ، بل بالعلم ( بأنه تعالى خلق الطعام واليد والأسنان الخ . . وأنه الذي يطعمك ويسقيك ) ، والحال ( بأن يسكن قلبك وتعتمد على فعل الله تعالى لا على اليد والطعام ، لأن اليد قد تفلج ) ، والمقصود إصلاح القلب ليتحرك لذكر الله ، والمحذور ما يشغل عن الله عز وجل ، وإلا فالدنيا في عينها غير محذورة لا وجودها ولا عدمها ، فالمتوكل عبارة عن موحد قوي القلب ، مطمئن النفس إلى فضل الله تعالى ، واثق بتدبيره دون وجود الأسباب الظاهرة [1] . * * * وجاء في إنجيل برنابا " كان إبراهيم ابن سبع سنين ، لما ابتدأ أن يطلب الله فقال يوما لأبيه " يا أبتاه من صنع الإنسان ؟ " أجاب الوالد الغبي " الإنسان " . . . فأجاب إبراهيم " يا أبي ليس الأمر كذلك ، لأني سمعت شيخنا ينتحب ويقول " يا إلهي ! لماذا لم تعطني أولادا ؟ . . . " ! واستمر إبراهيم يستنكر بأسئلته الاستنكارية ، كقوله : " كم إلهنا هنالك يا أبي ؟ " و " إذا قتل الإله الذي يريد بي شرا ، إلهي ، فماذا أفعل ؟ " " وأي شبه تشبه الآلهة ؟ " ، " وإذا يا أبى ليس للآلهة نفس ، فكيف يهبون الأنفاس ولما لم تكن لهم حياة ، فكيف يعطون إذا الحياة ؟ ، ثم يقرر " من المؤكد يا أبي أن هؤلاء ليسوا هم الله " ، " ولما انصرف كل أحد من الهيكل . . . أخذ إبراهيم إذ ذاك الفأس ، وقطع قوائم الأصنام إلا الإله الكبير بعلا ، فوضع الفأس عند قوائمه بين جذاذ التماثيل [2] " ، " وسألوا إبراهيم عن السبب الذي لأجله حطم آلهتهم ، فأجاب إبراهيم " إنكم لأغبياء ، أيقتل الإنسان الله ، إن
[1] راجع ص 29 - 43 من الثقافة الروحية في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي لمحمود علي قراعة . [2] راجع ص 39 و 40 من إنجيل برنابا .
327
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 327