نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 309
أحد وجهين : أحدهما أن يفارق هذا الهيكل ، ويخلف وراء هذا المنزل ، فيطلع على ذلك ! والثاني أن يزيل قبل مفارقة الهيكل ، الأمراض النفسانية ، فيطلع من وراء ستر رقيق على ما أعد له [1] " ! ولكنا لا نستطيع الأخذ بنظرية التصوير هذه ، ونستبعدها ، لمعارضتها لكثير من النصوص ، وسبق وجود جنة بها أشياء مادية ، وخرج منها أبوانا آدم وحواء ، لأكلهما من الشجرة المحرمة [2] ! ويتشبث أصحاب النظرية الحسية ببديهية أن الإنسان مكون من جسد وروح ، ولقد ذكر الخوارزمي [3] " أن الأفعال والتدبير والآراء كلها تصدر من الجسد الحي ، وأن الطاعة والمعصية حصلتا منهما جميعا ، وأن الثواب بالطاعة والعقاب بالمعصية ، إنما صدر من الجسد بواسطة الروح ، فيجب أن يكون العقاب والثواب لهما ، وأن كلا منهما محتاج لصاحبه ، لولا الروح ، لكان القالب خشبا مسندة ، ولولا القالب ، لما كان الروح ! فكل راض وفاعل وعامل من وجه ، فيكون الخطاب والثواب لهما جميعا " حتى قال ابن عباس رضي الله عنه : لم تزل الخصومة قائمة إلى يوم القيامة ، حتى تختصم الروح مع الجسد ، فيقول الجسد " أي رب ! خلقتني كالجثة ، ولم تجعل لي يدا أبطش بها ، ولا رجلا أمشى بها ، ولا عينا أبصر بها ، حتى دخل هذا على كالشهاب ، فبه نطق لساني وسمعت أذني وأبصرت عيني وبطشت يدي ، فأحل عليه العذاب ، ونجني من النار " ، فتقول الروح " يا رب ! خلقتني كالريح ، ولم تجعل لي يدا ورجلا وعينا وسمعا ، فلم أتحرك إلا بحركته ، ولم أسكن إلا بسكونه
[1] راجع ص 59 - 62 من تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين للأصفهاني . [2] اختلف في تعيين شجرة المحنة ، فقال ابن مسعود هي الكرم ، وقال ابن عباس هي السنبلة ، وقال ابن جريج هي شجرة التين ! ويقول ابن عطية إن الصواب أن يعتقد أن الله تعالى نهى آدم عن شجرة ، فخالف هو إليها ، وعصى في الأكل منها ، وقيل إنهما أكلا من غير التي أشير إليها ( جنسها لا عينها ) وقيل إنهما نسيا الوعيد . راجع صفحة 301 - 307 من تفسير القرطبي ج 1 . [3] راجع ص 60 و 129 من مفيد العلوم ومبيد الهموم للخوارزمي .
309
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 309