responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 305


النعيم ، وبقدر معرفته سبحانه ستكون اللذة [1] .
ولعل الذين ينكرون هذه الفكرة يفهمون قول المناوي : إنه على من أراد أن ينع عن عالم الحسن ويرجع إلى ذاته ، أن يعمل على ركود حواسه الظاهرة ، ليقوى على أن يحسن بما لا يقع عليه الحس " ! فإذا فهموا معنا أن النفس الإنسانية كما قال الغزالي " ليست جسما ، ولا قوة جسمانية في المادة ، بل هي جوهر مجرد متصرف في البدن ، تصرف التدبير ، من غير أن تكون داخلة فيه بالجزئية والحلول " استطاعوا أن يعرجوا إلى العالم العلوي ( إذا سما جوهرهم ) ، وأن يسموا إلى درجة الخروج عن البدن ، كأنهم مجردون لا أبدان لهم ، فيروا أنفسهم داخلين في ذواتهم ، خارجين عن سائر الأشياء ، ويروا في نفوسهم المتجردة من أثقال البدن ، أنواعا من الحسن والبهاء ، ما تعجب وتريهم أنهم من الجوهر الأعلا الأفضل الشريف ، وأنهم ذوو حياة فعالة كما قال العلامة مسعود التفتازاني ، فيفهمون مع الصوفيين أن كل المخلوقات بأسرها مظاهر صفات الله وطريق إلى القرب منه ، وزيادة معرفته !
فالصور الجميلة الآدمية ، موصلة إلى معرفة معانيها ، وما معانيها إلا إدراك قدرة الله تعالى وعظيم شأنه وجليل جماله ، فإذا ناجى المخلوق صورة آدمية جميلة ، فهو لا يناجيها هي بالذات ، وإنما يناجي خالقها البادي جماله ومظاهر قوته في معانيها ، ولذا تجد ابن الفارض يقرر في تائيته الكبرى أن حسن كل مليح ومليحة معار من حسن الذات الإلهية ، وأن قيسا حينما هام بلبنى ، وأن مجنون ليلى حين هام بليلى ، وأن كثير عزة حين هام بعزة ، وأن كل العشاق حين



[1] أفضل الجنة وأشرفها وأعظمها نورا ، الوسيلة ، وفيها معنى التقرب إلى الله بأنواع الوسائل ، وقد كشف سبحانه عن هذا المعنى كل الكشف بقوله " أولئك الذين يدعون ، يبتغون إلى ربهم الوسيلة ، أيهم أقرب " ، ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق محبة لربه ، كانت منزلته أقرب المنازل إلى الله تعالى ، ووجب أن نسألها له بما نلنا على يده من الإيمان . راجع ص 124 - 135 من حادي الأرواح لابن القيم .

305

نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست