نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 22
الحقيقة الدينية والأخلاق ، وأخيرا بالجد في الأعمال التي تؤدي إلى غلبة قوى الحياة على قوى الموت ، وبالمساعي المؤدية إلى الحضارة ، وخاصة زرع الأرض ، يقف في صف روح الخير " الفكر الطيب ، القول الطيب ، والعمل الطيب " وهي الأسس الثلاثة التي تنطوي عليها مبادئ الأخلاق عند زردشت ! والجزاء هو الجنة والعافية والخلود في مساكن العليين ، بينما العذاب الطويل في " نادي الكذب " سيكون عقاب الأشرار ، ولكن بجانب المحاكمة التي يقتضيها الفرد بعد موته مباشرة ، نجد في كاتات الأوستا وهي العظات المنظومة ، التي تحوي أو تعبر عن وعظ زردشت إشارات إلى حساب عالمي عال ، يجريه الروح والنار ، روح مزدا وبلاء النار ، بلاء المعدن المذاب في آخر الزمان ، حين تنتهي المعركة الأخيرة بين قوى الروحين الخير والشر بانتصار مزدا ! ( ب ) وقد أتاح اختلاف الشعوب والأجناس ، أرضا صالحة لمزج المدنيات والديانات ، وقد رأينا أن الفلسفة الإغريقية قد توحدت مع الأديان الشرقية ، ونتج عن ذلك تشابك كثير ومتنوع ، فالديانات الغامضة - ديانات شعوب آسيا الصغرى - قد أدخلت هناك عنصرا جديدا ، والآراء الفلسفية اليونانية ، قد سرت إلى هذا المزيج ، الذي أضيفت إليه نظريات كيماوية وسحرية والأمور المعنوية والقوى الطبيعية - التي كانت تعد آلهة - قد ظهرت في أسماء إغريقية ! وفي القرن الثاني الميلادي تطورت فكرة الجنوستيكية في الإمبراطورية الرومانية والعقائد المتعلقة بمعرفة الله ! فأخذ أهل المذهب يبحثون عن أسانيد لنظرياتهم في الكتابات المسيحية المقدسة ! وهناك فرق عظيم بين الثنائية عند المزديين والثنائية عند الجنوستيكيين . ففي المزدية كل من العالمين روحي ومادي في الوقت نفسه ، أما الجنوستيك ففي عكس ذلك تقرن دنيا النور بالروح ودنيا الظلمات بالمادة !
22
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 22