نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 21
أن يجابههم بإعلان رأيه في سخفها ، فجاراهم ، واكتفى بإعلان معارضته لها بهذا الشكل الذي اختاره ! ( 6 ) ولقد أهداني الأخ العميد الدكتور يحيى الخشاب كتابا عن إيران في عهد الساسانيين عربه لوزارة التربية والتعليم من الفرنسية عن كريستنسن ، نذكر لك صفوته فيما يتصل بموضوعنا : ( ا ) فلقد بنى دين الآريين القديم على عبادة قوى الطبيعة والعناصر والأجرام السماوية ، وأضيف إليها آلهة تمثل قوى أخلاقية وآراء معنوية مجسمة ! ويتفق معظم العلماء على أن مزدا ( الحكيم ) عند الإيرانيين - الأهورا الأكبر - كان على رأس الأهورات يتميز بالدعوة إلى الأخلاق والعمران بعكس الشياطين التي تعبدها القبائل الرحل والمحاربون واللصوص ! والمزدية أقدم عهدا من الزردشتية ، ومزدا عندهم إله العالم والناس جميعا ، وعلى هذا كانت الصلات بين الناس والقوى السماوية أكثر صفاء في الديانة المزدية منها في ديانات آسيا الوسطى الأخرى ، ويبدو باعث الأخلاق بصفائه التام في هذا الدين ! والظاهر أن زردشت ادعى النبوة نبيا لمذهب مزدي معدل في الشرق وربما كان في الإقليم الذي تسكنه قبائل زراعية مستقرة أو شبه رحل ، الذي به أفغانستان الحديثة وذلك في القرن السابع ق . م . فعند زردشت تعتبر الديوات شياطين مؤذية ، ولما بين الفريقين من الآلهة من تفاوت ، نمت عنده فكرة الصراع بين الروحين اللذين وجدا منذ خلق العالم ، ألا وهما روح الخير وهي نوع من تجلى مزدا ، وروح الشر أونرامينو ، ودين زردشت توحيد ناقص ، فهناك جماعة من الكائنات المقدسة ، ولكنها كلها تجليات لذات مزدا ، وهي في الوقت نفسه منفذة لإرادته التي هي الإرادة الإلهية الوحيدة ، فالثنائية ليست إلا في الظاهر ، لأن المعركة بين الأصلين العالميين ستنتهي بالنصر الإلهي لروح الخير ، وفي هذه المعركة الكبرى يجد الإنسان رسالة عليه أداؤها ، فإنه بالإيمان الخالص وبالجهاد في سبيل
21
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 21