نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 48
وهنا أحب أن ألفت النظر إلى أن دراسة شخصية يوحنا هذه مهمة جدا للغاية ذلك لأن هذا أول الأناجيل التي صرحت بالتثليث ، والقول بألوهية المسيح . ومن قبل لم يصرح واحد من الأناجيل الثلاثة : متى ، ومرقص ، ولوقا ، بألوهية المسيح أو بالقول بالتثليث ، وإن بدا أخيرا في ترجمة هذه الأناجيل القول بألوهية المسيح ، وبالتثليث فهو اختراع جديد ؟ يقول جرجس زوين اللبناني ( أن شير بنطوس وأبيسون وجماعتهما لما كانوا يعلمون المسيحية بأن المسيح ليس إلا إنسانا ، وأنه لم يكن قبل أمه مريم اجتمع عموم أساقفة آسيا وغيرهم في سنة 196 عند يوحنا ، والتمسوا منه أن يكتب عن المسيح ، وينادي بإنجيل ما لم يكتبه الإنجيليون الآخرون ، وأن يكتب بنوع خاص لاهوت المسيح . ويقول يوسف الخوري [1] : إن يوحنا صنف إنجيله في آخر حياه بطلب من أساقفة آسيا وغيرها ، والسبب أنه كانت هناك طوائف تنكر لاهوت المسيح ، فطلبوا منه إثباته ، وذكر ما أهمله متى ، ومرقص ، ولوقا في أناجيلهم . ويقول صاحب مرشد الطالبين : فالمقصد بكتابته إبقاء بعض مسامرات المسيح ذات التروي مما يذكره باقي الإنجيليين وإفناء لبعض هرطقات مفسدة أشهرها معلمون كذبة في شأن ناسوت المسبح وموته ، وخاصة ترسيخ النصارى الأوائل في الاعتقاد بحقانية لاهوت وناسوت ربهم وفاديهم ومخلصهم . ومن هنا ندرك : 1 - إن القول بالتثليث سبق تأليف هذا الإنجيل .