نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 33
( الابن ) هو الكلمة ، والثالث : هو دائما ( الروح المقدس ) على أنه يجب أن يلاحظ أن هذه الأقانيم الثلاثة ليست في نظر الأفلوطينية متساوية في الجوهر والرتبة - بينما هي متساوية عند المسيحية : فالابن الذي يتولد من الأب لا يمكن أن يكون أدنى منه كمالا ، وإلا صار من طبيعة الكامل أن يصدر اضطرارا عنه غير الكامل ، وهذا حط من رتبته ، وكذلك الروح القدس مساو للأب والابن [1] وإذن فالمسيحية في دعواها الأقانيم الثلاثة إنما تتمسك بفكرة فلسفية هي خليط من تعاليم المدارس الفلسفية ، وخاصة : ( الأفلوطونية ) ، و ( الأفلوطونية الحديثة ) ، الأولى : مدرسة غربية في الأمة الإغريقية اليونانية ، والثانية : مدرسة في الشرق بالإسكندرية ، هيئ لها جو من أساتذة الفكر الروماني اليوناني ، كما هيئ لشيخها أن ينقل عديدا من ثقافات الهند وفارس ويصهرها كلها في بوتقة واحدة قيل لها فيما بعد المسيحية ، واعتبرها الناس دينا . وإذن فالذي يجب أن يتنبه إليه الباحث دائما هو : علاقة الفهم والتنظيم في المسيحية بكل من : 1 - الفلسفة الإفلاطونية الإغريقية . 2 - الفلسفة الإفلاطونية الشرقية . 3 - التنظيم الثالوثي في الوثنية القديمة لدولة الرومان . والسابق أستاذ اللاحق ، وصاحب السلطان أقوى في التأثير على الأضعف المنقاد ، وقد كانت فلسفة أفلوطين في الإسكندرية سابقة لأنها في عام 270 م ، ومجمع ( نيقية ) الذي قرر الثالوث والأقانيم الثلاثة كان في عام 325 م ، والمسيحية عاشت مضطهدة مرؤوسة مغلوبة ، والوثنية الرومانية عاشت فوقها متسلطة غالبة قاهرة ، فمن هو المتأثر ، ومن هو المؤثر ؟ ، ذلك عمل جدير بالبحث والانتباه من الفاهمين المخلصين للعلم ، والتاريخ ، والدين على السواء .