نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 32
وإذن فالتثليث في المسيحية صدى لأبحاث فلسفية تولدت من : 1 - الحياة في الدولة الرومانية التي دخلت بخليطها الشعبي والثقافي ، في المسيحية . ب - الأفكار الفلسفية في الشرق التي أشعتها الأفلوطونية الحديثة كمزيج من الثقافات البشرية ، وتمركزت كلها حول اسم الديانة المسيحية ، وساعد عليها الجو المختلط الذي لم يسمح للمسيحية بتحقيق وجودها كفكرة أو كحركة عملية سلوكية . وهنا قد يشعر القارئ أنني أحكم ، مع أنني اتخذت منهج العرض لرؤوس المسائل دون حكم على الأشياء ، وهنا أقول : إن قضية التثليث ، قضية فلسفية لا دينية ، وإن كانت تعد عند أصحابها كفكرة دينية ، إلا أنها من حيث التاريخ والترتيب الزمني لا يكن القول بأن التثليث قضية دينية ، ولهذا كان في أسلوبي شئ من رائحة الحكم ، ومع هذا فإنني أريد أن يكون عرضي هذا أساسا للبحث في المستقبل من السادة الباحثين ؟ ولنعرج معا على وثيقة فلسفية شرحها المستشرق المعروف ( ليون جوتيه ) في كتابه ( المدخل لدراسة الفلسفة ) الذي طبع بالفرنسية في باريس عام 1923 م ، وترجمة إلينا المرحوم الدكتور محمد يوسف موسى ، يقول ليون جوتيه : ( . . . وهكذا كان التزاوج بين العقيدة اليهودية ، والفلسفية الإغريقية لم ينتج فلسفة فقط ، بل أنتج معها دينا أيضا ، أعني المسيحية التي تشربت كثيرا من الآراء والأفكار الفلسفية عن اليونان ، ذلك أن اللاهوت المسيحي مقتبس من نفس المعين الذي كانت فيه الأفلوطونية الحديثة - وهي فلسفة أفلاطون التي كانت معينا لفلسفة أفلوطين - ولذا نجد بينهما ( أي اللاهوت المسيحي ، والأفلوطونية الحديثة ) مشابهات كثيرة ، وإن افترقا أحيانا في بعض التفاصيل ، فإنهما يرتكزان على عقيدة التثليث ، والأقانيم الثلاثة واحدة فيهما . أول هذه الأقانيم : هو مصدر كل كمال ، والذي يحوي في وحدته كل الكمالات ، وهو الذي دعاه المسيحيون ( الأب ) ، والثاني : هو
32
نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 32