نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 28
بمظهر ديني شعبي ولم تجد الدولة الرومانية آنذاك إلا الديانة المسيحية التي وقف عديد من ملوكها ضدها أحقابا غير قليلة من الزمن ، وشاء الله أن تتبدل الأحوال فدخل حكام الرومان في المسيحية سياسيا فهدأت عهود الاضطهاد بل انتهت ، وكان عهد قسطنطين عهد خير على المسيحين أنفسهم . وبذلك خطت التعاليم المسيحية خطوة جديدة ، وهي أنها دخلت معركة فكرية مع ثقافة الدولة الرومانية الوثنية من جانب والفلسفية من جانب آخر ، وحول هذا يقول فندلند : ( إن الفلسفة استخدمت نظريات علوم اليونان لتهذيب الآراء الدينية ، وترتيبها ولتقدم إلى الشعور الديني اللجوج فكرة في العالم تقنعه ، فأوجدت نظما دينية من قبيل ما وراء الطبيعة والمادة تتفق مع الأديان المتضادة اتفاقا يختلف قلة وكثرة ) . ومعناه أن الأديان في الدولة الرومانية قبل أن تصير مسيحية كانت ثلاثة : 1 - الديانة الرسمية للدولة ، وهي الوثنية . 2 - الديانة اليهودية العنصرية الخاصة باليهود ، ولا تتدخل الدولة في شؤونها 3 - الديانة التي جاء بها عيسى ووقفت الدولة منها موقف العداء ، وناهضها اليهود ثم أخذت بها الدولة مؤخرا . وفي ظلال الاضطهاد حدثت عمليتان متباينتان : أولاهما : دخول نفر من المسيحيين إلى الديانة الرسمية الوثنية ، ولكنهم ظلوا بعقولهم وقلوبهم وعواطفهم مع الديانة المسيحية . ثانيتهما : دخول نفر من الوثنيين - وخاصة بعد انتهاء عصر الاضطهاد - إلى المسيحية ، ولكنهم ظلوا بعقل وقلب وعاطفة وثنية . يضاف إلى هذا : أن الأحوال المعيشية والاجتماعية في بلاد الرومان لم تساعد
28
نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 28