نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 14
والدين الذي جاء به عيسى عليه السلام تصوره سورة الشورى في قوله تعالى : ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ، والذي أوحينا إليك ، وما وصينا به إبراهيم ، وموسى وعيسى ، أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ، كبر على المشركين ما تدعوهم إليه ، الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب ، وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ، ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم ، وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب - الشورى 13 - 14 ) . وإذا كان الدين أوصى الله به أنبياءه واحدا فإن غايتهم كذلك واحدة ، يقول الله تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون - الأنبياء 25 ) ، ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) ( واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون - الزخرف 44 ) ، فالأنبياء جميعا متفقون في الهدف والغاية ، ألا وهو دعوة الناس الذين أرسلوا إليهم ليفردوا الله وحده بالعبادة والطاعة والتقوى . ولهذا فإن القرآن يحدد مهمة رسالة المسيح عليه السلام بأنها تكملة لما جاء به موسى والأنبياء من قبله ، يقول الله تعالى : ( وقفينا على آثارهم بعيسى بن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة ، وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونورا ، ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين - المائدة 46 ) . فرسالة عيسى عليه السلام استمرار للرسالة الموسوية التي جاء بها سيدنا موسى إلى بني إسرائيل ، ولهذا فإن القرآن يصف كتاب الله إلى سيدنا موسى بأنه إمام ، لأنه أساس للتعامل في الديانات التي خصها الله لشعب بني إسرائيل ، يقول الله تعالى : ( ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة ، وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين - الأحقاف 12 ) .
14
نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 14