responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق    جلد : 1  صفحه : 6


سنة الله في أرضه ، وحكمه بين خلقه . لا يخفض قوما بعد إذ رفعهم إلا بما كسبت أيديهم ، ولا يغير بعد ذلك ما بهم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
وهو ما حدث بالأمة الاسلامية حين داخلها شئ من الغرور أن الله اختارها ولن يستبدل بها ونسيت أن الاختيار مؤسس على أسبابه " تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ، وتؤمنون بالله [1] " وتحت هذه الشعب الثلاث يندرج الاسلام كله .
( أ ) أول مما أصاب الأمة الاسلامية بعدها عن كتاب ربها وسنة رسولها ومحاولة الأخذ من غير هذين النبعين الصافيين الأصليين ، خاصة بعد ما ما أوتي الغرب شيئا من التفوق الحضاري علي أساس مادي .
( ب ) وصحب ذلك انهزام داخلي أصاب شعور الأمة . أو بعضها فعدلت ما عند الناس بما عند الله . إن لم يداخلها الوسواس فهو أفضل .
( ج‌ ) وصحب ذلك . التقليد والمحاكاة ولم تكن هذه صفة الأمة الاسلامية .
بل ليست هذه صفة الأمم الأصيلة .
إنها صفة القردة . إن كانوا حيوانات . أو كانوا ممن غضب الله عليهم ولعنهم وجعل منهم القردة وعبدة الطاغوت .
( د ) ولازم ذلك كله الفرقة .
تفككت الدولة وأصبحت دويلات [2] ، وتصارع الحكام على الدنيا ، وأحلوا قومهم دار البوار والفرقة دائما فرصة العدو للنفاذ . أن الصف المتلاحم المتلاصق لا يستطيع عدوان يخترقه أما الصف المضطرب المختلف الممزق فاختراقه سهل ويسير والحزمة الواحدة قوية قد تستعصي على الكسر أما العيدان المتفرقة فكسرها سهل يسير .
( ه‌ ) وأعقب ذلك كله تخلف عن مواكبة العصر . فيما وصل إليه من أبحاث علمية تجريبية . وما فرض من أغلاق باب الاجتهاد .
مما جر على المسلمين بعد ذلك . أن ينقلوا عن غيرهم . فينقلوا الغث مع السمين بل ينقلون الغث أكثر مما ينقلون السمين ، وهكذا رأينا ثمار البعثات الخارجية . أخذا بقشور المدنية الغربية وفسادها دون أخذ بلبابها .



[1] آل عمران 110
[2] أنظر كيف تفككت الأمة الاسلامية الواحدة إلى دولة المغول الاسلامية في الهند ودولة فارس ، والدولة العثمانية ، ودولة المماليك في مصر . وانظر كيف هي الآن أشد تفككا - وكيف تقوم فيها دول في بالنسبة للأخرى بمثابة أحياء في مدينة .

6

نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست