نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق جلد : 1 صفحه : 5
باب تمهيدي واقع أليم : الواقع الأليم ينطق بتخلف الأمة الاسلامية . ولم تكن كذلك : لقد عاشت أكثر من ألف سنة في مقدمة الأمم بل لقد عاشت فترة طويلة هي الأمة الأولى في العالم كله يعمل لها ألف حساب ، ويطلب ودها ، ويسعى أمثال إمبراطور ألمانيا للتقرب من خليفتها فيرسل له الهدايا وحملت في خلال هذه الفترة الاسلام للدنيا كلها حملتها بالعلم والخلق قبل أن تحمل السيف في وجه أعداء الاسلام ، ولم تكره على عقيدتها أحدا فإن القرآن علمها أن " لا إكراه في الدين " [1] . ، وإنما دخل الناس في دين الله أفواجا لما رأوا صفاء العقيدة وسموها ، ولما شاهدوا جمال الخلق ورفعته فأحسوا أن هذا الدين ينشئ نشأ جديدا يخرجهم من ( عبادة العباد إلى عبادة رب العباد . ومن جور الأديان إلى عدل الاسلام ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ) . وما عرفه الغرب من تقدم كان نتيجة احتكاكه بالشرق الاسلامي . إن نقطة البدء في ذلك التقدم كانت حركة الاصلاح الديني ، حيث ثار الناس على ظلم الكنيسة واضطهادها ، وثاروا على كثير من مفاهيمها المعقدة بعد ما رأوا صفاء العقيدة الاسلامية ويسرها ، وسمو الاسلام وسمو خلقه ثم كانت بذور النهضة الأوروبية العلمية أخذا عن علماء المسلمين الذين تعلم الغربيون على أيديهم في جزر البحر الأبيض ، وفي الأندلس ، ومن قبل ذلك احتكوا بهم أبان الحروب الصليبية . وإذ بدأ الغرب في نهضته . بدأ الشرق في كبوته . وكان لذلك أسباب عديدة . بعضها من أنفسنا ، وبعضها خارج عن إرادتنا . أسباب من أنفسنا : " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " [2] تلك