نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق جلد : 1 صفحه : 52
والواقعي ، وبهذه الصورة كان الجيش أكثر النخبات تغربا [1] . والواضح من تقرير ( ) الموجز أن الضباط كانوا علمانيين يتوقون إلى بث التعاصر في مصر متماشين مع الخط الغربي التكنولوجي ، بل كانوا جماعة علمانية في البناء السياسي والاجتماعي للحياة المصرية إلا أن قيادتهم كانت تضع نصب عينيها صورة من مصر العلمانية كما يتصورونها ، ويتحركون صوب هذا الهدف على خط مستقيم [2] . ويعمم الكاتب وعلى ذلك فبينما يترك الحكام الغربيون منطقة الشرق الأدنى تتحول هذه المنطقة فتصبح أكثر غربية ، ويواجه الزعماء العرب طريقين : فهم يطردون الغرب سياسيا ويسحبون الكتل الشعبية إلى الغرب ثقافيا [3] . ونجيب بعد هؤلاء فنقول بعون الله : 1 - إن النخبة الوطنية التي حلت محل " النخبة الأجنبية " وفرت على الأخيرة أولا : الدم والمال التي كانت تبذل في الحروب الصليبية أو في محاولات الاستعمار . 2 - وإنها كذلك منعت إثارة المشاعر الدينية أو الوطنية التي كانت تتحرك حين يرى الشعب الجيوش الأجنبية قادمة تتحدى قيمه الدينية أو قيمه الوطنية . . ومن ثم فقد ميعت المقاومة أو منعتها ! 3 - إنها بلباس الوطنية نفذت المطلوب ليس فقط دون مقاومة بل أحيانا مع استحسان الجماهير وحماستها ! ! [4] .
[1] العالم العربي اليوم ص 312 ، ص 314 ، ص 340 وراجع ما قدمنا - والمقصود ب " تغربا " الميل إلى الغرب في قيمه ومثله بدلا من قيم الاسلام ومثله . [2] تقدم آنفا تحت رقم 1 . [3] تقدم آنفا تحت رقم 1 . [4] وفي هذا السبيل لا بأس من أن تسمح الجهات الأجنبية بمهاجمتها لتكسب الحاكم مزيدا من الصفات الوطنية ولتكسب استحسان الجماهير وحماستها وفي هذا المعنى يقول مايلز كوبلاند فإن مساندتنا لأي زعيم للوصول إلى دست الحكم والبقاء هناك حتى يحقق لنا بعض المصالح التي نريدها لا بد أن يرتطم بالحقيقة القاسية وهي أنه لا بد من توجيه بعض الإساءات لنا حتى يتمكن من المحافظة عيل السلطة ويضمن استمرارها ( ص 55 من كتاب لعبة الأمم ) . وفي الوقت نفسه يقول السياسي الصهيوني مستر سكوثمان في مقال يرثي فيه زعيما عربيا " كان الرجل الوحيد الذي اقتنع بضرورة التعايش السلمي مع إسرائيل وكانت لديه الجرأة والسلطة الكافية لإيجاد الظروف اللازمة لهذا التعايش " ص ز مقدمة كتاب الدبلوماسية والميكافيلية في العلاقات العربية الأمريكية - دكتور محمد صادق . وفي مكان آخر يقول مايلز كوبلاند : إن الهدف الرئيسي من دعمنا ( . ) هو رغبتنا في توفر زعيم عربي رئيسي يتمتع بنفوذ قوي على شعبه وعلى بقية العرب له ن القوة ما يمكنه أن يتخذ ما شاء من القرارات الخطيرة وغير المقبولة من الغوغاء مثل عقد صلح مع إسرائيل ( ص 89 لعبة الأمم ) .
52
نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق جلد : 1 صفحه : 52