نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق جلد : 1 صفحه : 29
واليهود والمسلمين يعتقد جميعهم بالوحي الإلهي ، فالمسلمون يعتقدون نبوة موسى وعيسى ولكنهم يعتقدون كما اعتقد بأنه دخل التحريف والتشويه على كتب الديانتين ، وهم يعتقدون بأن محمدا خاتم الأنبياء ، وأنه أوضح في القرآن تعاليم موسى وعيسى كما قالاها دون زيادة ولا نقص وينتهي بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه و ( آله ) وسلم حديث الإكبار والتعظيم ، وكان مما قاله تولستوى : " لا ريب أن هذا النبي من كبار الرجال المصلحين الذين خدموا الهيئة الاجتماعية خدمة جليلة ، ويكفيه فخرا أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق ، وجعلها تجنح للسلام ، وتكف عن سفك الدماء ، وتقديم الضحايا ، ويكفيه فخرا أنه فتح طريق الرقي والتقدم ، وهذا عمل عظيم لا يفوز به إلا شخص أولي قوة وحكمة وعلما ، ورجل مثله جدير بالاحترام والاجلال " ، وقد كان جزاؤه على كلمة الحق التي قالها أن حرمه البابا من الرحمة [1] . ومن المستشرقين الذين انتهى بهم البحث عن الحق إلى الاسلام اللورد هيدلي ، واتيين دينيه ( ناصر الدين ) والشاعر الألماني الكبير جوتيه ، والدكتور جرينييه الذي كان عضوا في مجلس النواب الفرنسي ، وقد سئل عن سبب إسلامه فقال : " إني تتبعت كل الآيات القرآنية التي لها ارتباط بالعلوم الطبية والصحية والطبيعية والتي درستها من صغري ، وأعلمها جيدا ، فوجدت هذه الآيات منطبقة كل الانطباق على معارفنا الحديثة ، فأسلمت لأني تيقنت أن محمدا صلى الله عليه و ( آله ) وسلم أتى بالحق الصراح من قبل ألف سنة ، من قبل أن يكون له معلم أو مدرس من البشر ، ولو أن كل صاحب فن من الفنون ، أو علم من العلوم قارن كل الآيات القرآنية المرتبطة بما تعلم جيدا كما قارنت أيضا ، لأسلم بلا شك إن كان عاقلا خاليا من الأغراض " [2] . وصدق الله العظيم " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق [3] " .
[1] ( التبشير والاستشراق : أحقاد وحملات ) للمستشار محمد عزت إسماعيل الطهطاوي ص 59 - 62 [2] المرجع السابق ص 67 و ( أوروبا والاسلام ) للدكتور عبد الحليم محمود . [3] فصلت 53 .
29
نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق جلد : 1 صفحه : 29