نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق جلد : 1 صفحه : 229
أمرنا مترفيها أن يرجعوا ويلتزموا لكنهم أبوا وفسقوا فكان الهلاك والدمار . وفي القراءة الأخرى بتشديد ميم تعني معنى آخر . أنه إذا كان الأمر إلى المترفين فسلام على الأمة إنها لا بد هالكة ! لأنه إذا اجتمعت السلطة مع الترف فإنها لا تنتج غير الفسق ، ولا ينتج الفسق إلا الهلاك والدمار [1] . ولقد يكون الهلاك والدمار في صورة آية من آيات الله التي أهلك بها أمما من قبل قال فيها " وكأي من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا ، فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا " [2] . كما قد يكون بتسليط أعداء الله عليها . ليذيقوها ألوانا من العذاب والهوان والإذلال أو لتنقلب الرأسمالية الطاغية التي يتحكم فيها الترف والمترفون إلى النقيض من ذلك إلى جحيم الشيوعية التي يتحكم فيها السفلة والكافرون ! إن الشئ إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده ! الترف يؤدي إلى ضرر إقتصادي هام . إنه إذا شاع أدى إلى زيادة الاستهلاك على الانتاج وأدى إلى التضخيم وما يترتب على ذلك من اختلال التوازن الاقتصادي ، وحدوث الأزمات الاقتصادية . وذلك كله فوق الأضرار الاجتماعية الخطيرة التي يؤدي إليها . وفوق الأضرار السياسية وفي مقدمتها تمكن الشيوعية الكافرة من بلاد المترفين ! وجماع هذه الأضرار أو نتيجتها هو ما أكده القرآن : الهلاك والدمار ، فليحذر المترفون . وليحذر الساكتون على المترفين .
[1] ورد الحديث عن الترف في آيات أخرى " بأن جعلت المكذبين من المترفين وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون سبأ 34 " وبعضها جعل المترفين من أصحاب النار " إنهم كانوا قبل ذلك مترفين وكانوا يصرون على الحنث العظيم " الواقعة 45 ، 46 . [2] الطلاق 8 ، 9 .
229
نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق جلد : 1 صفحه : 229