نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق جلد : 1 صفحه : 228
وهذه الخصائص المتقدمة تفضي إلى ما يسمى بالتوازن الاقتصادي . قد كان ذلك يكفي لتقول أن النظام الاسلامي الاقتصادي يقوم على التوازن : لكن الاسلام أكد هذه الخاصية بأكثر من سبيل : فجعل التوازن أمرا ملزما للفرد : " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ، ولا تبسطها كل البسط " [1] . وجعلها بعد ذلك صفة للجماعة لازمة : " والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما [2] " . ثم جعلها أخيرا صفة للأمة التي أضفى عليها الخيرية في مكان آخر : " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " [3] . وهكذا تكتمل حلقة التوازن أمرا وتوجيها ومن قبل ذلك نتيجة لازمة لخصائص أخرى ! وبهذا ينفرد النظام الاقتصادي عن أنظمة كثيرة تعاني انعدام التوازن ! 5 - النظام الاقتصادي الاسلامي يرفض الترف : قد كان يكفي أن نقول أنه متوازن فهو يعني أنه يرفض الاسراف ، والترف قمته ! أولا أن الله ينص على الترف جعله قرين الفسق أو جعل الفسق نتيجته وجعل الهلاك والدمار عاقبته . " وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ، فحق عليها القول فدمرناها تدميرا " [4] ومعنى الآية الكريمة