نام کتاب : نيل الأوطار نویسنده : الشوكاني جلد : 1 صفحه : 400
وقول الآخر : فإذا وذلك يا كبيشة لم يكن * إلا كلمة حالم بخيال الثاني : أن لا تكون زائدة وتكون من باب عطف إحدى الصفتين على الأخرى وهما لشئ واحد نحو قوله : إلى الملك القرم وابن الهمام * وليث الكتيبة في المزدحم وقريب منه قول الآخر : أكر عليهم دعلجا ولبانة * إذا ما اشتكى وقع الرماح تحمحما فعطف لبانة وهو صدره على دعلج وهو اسم فرسه ، ومعلوم أن الفرس لا يكر إلا ومعه صدره لما كان الصدر يلتقي به ويقع به المصادمة . وقال مكي بن أبي طالب في تفسيره : وليست هذه الزيادة توجب أن تكون الوسطى غير العصر لأن سيبويه حكى : مررت بأخيك وصاحبك ، والصاحب هو الأخ فكذلك الوسطى هي العصر وإن عطفت بالواو انتهى . وتغاير اللفظ قائم مقام تغاير المعنى في جواز العطف . ومنه قول أبي داود الأيادي : سلط الموت والمنون عليهم * فلهم في صد المقابر هام وقول عدي بن زيد العبادي : وقدمت الأديم لراهشيه * فألقى قولها كذبا ومينا وقول عنترة : حبيت من طلل تقادم عهده * أقوى وأفقر بعد أم الهيثم وقول الآخر : ألا حبذا هند وأرضى بها هند * وهند أتى من دونها النأي والبعد وهذا التأويل لا بد منه لوقوع هذه القراءة المحتملة في مقابلة تلك النصوص الصحيحة الصريحة . وقد روي عن السائب بن يزيد أنه تلا هذه الآية : * ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر ) * وهذا التأويل المذكور يجري في حديث عائشة وحفصة ، ويختص حديث حفصة بما روى يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عمرو بن رافع قال : كان مكتوبا في مصحف حفصة بنت عمر : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر ذكر هذه الرواية والرواية السابقة عن
400
نام کتاب : نيل الأوطار نویسنده : الشوكاني جلد : 1 صفحه : 400