نام کتاب : نيل الأوطار نویسنده : الشوكاني جلد : 1 صفحه : 200
بكثرة الطرق ، ورد بأن حديث ابن عباس قد صرح أبو الحسن بن القطان أن ما أعله به الدارقطني ليس بعلة وصرح بأنه إما صحيح أو حسن . واختلف في مسح الاذنين هل هو واجب أم لا ؟ فذهبت القاسمية وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل إلى أنه واجب ، وذهب من عداهم إلى عدم الوجوب . واحتجوا بحديث ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مسح داخلهما بالسبابتين وخالف بإبهاميه إلى ظاهرهما فمسح ظاهرهما وباطنهما أخرجه النسائي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه ، والحاكم والبيهقي ، وصححه ابن خزيمة وابن منده ، وقال ابن منده : لا يعرف مسح الاذنين من وجه يثبت إلا من هذه الطريق . وبحديث الربيع وطلحة بن مصرف والصنابحي ، وأجيب عن ذلك بأنها أفعال لا تدل على الوجوب . قالوا : أحاديث الأذنان من الرأس بعضها يقوي بعضا وقد تضمنت أنهما من الرأس ، فيكون الامر بمسح الرأس أمرا بمسحهما فيثبت وجوبه بالنص القرآني . وأجيب بعدم انتهاض الأحاديث الواردة لذلك والمتيقن الاستحباب ، فلا يصار إلى الوجوب إلا بدليل ناهض ، وإلا كان من التقول على الله بما لم يقل . وعن الصنابحي : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : إذا توضأ العبد المؤمن فتمضمض خرجت الخطايا من فيه وذكر الحديث وفيه : فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه رواه مالك والنسائي وابن ماجة . الحديث رجاله رجال الصحيح ، وقد ذكرناه في باب غسل ما استرسل من اللحية والكلام على أطرافه قد سبق هنالك . وقد سلفه المصنف هنا للاستدلال به على أن الاذنين يمسحان مع الرأس ، قال : فقوله تخرج من أذنيه إذا مسح رأسه دليل على أن الاذنين داخلتان في مسماه ومن جملته انتهى . وقد اختلف الناس في ذلك وقد تقدم ذكر الخلاف ، واختلفوا هل يمسحان ببقية ماء الرأس أو بماء جديد ؟ فذهب مالك والشافعي وأحمد وأبو ثور والمؤيد بالله إلى أنه يؤخذ لهما ماء جديد ؟ وذهب الهادي والثوري ، وأبو حنيفة إلى أنهما يمسحان مع الرأس بماء واحد . قال ابن عبد البر : وروي عن جماعة مثل هذا القول من الصحابة والتابعين . واحتج الأولون بما في حديث عبد الله بن زيد في صفة وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أنه توضأ فمسح أذنيه بماء غير الماء الذي مسح به الرأس أخرجه الحاكم من طريق حرملة عن ابن وهب ؟ قال الحافظ : إسناده ظاهره الصحة وأخرجه البيهقي من طريق عثمان الدارمي عن الهيثم بن خارجة عن
200
نام کتاب : نيل الأوطار نویسنده : الشوكاني جلد : 1 صفحه : 200