responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نویسنده : أحمد بن عبد الرزاق الدويش    جلد : 1  صفحه : 60


نبينا صلى الله عليه وسلم ربه في ذلك حتى صارت خمس صلوات في كل يوم وليلة ، وهذا من المعجزات وخوارق العادات فيقتصر فيه على ما ورد . . ولا يقاس عليه غيره مما هو داخل في عموم الأصل ؛ لأن بقاءه في الأصل أقوى من خروجه عنه بالقياس على خوارق العادات ، علما بأن القياس على المستثنيات من الأصول ممنوع خاصة إذا لم تعلم العلة ، والعلة في هذه المسألة غير معروفة ؛ لأنها من الأمور الغيبية التي لا تعلم إلا بالتوقيف من الشرع ، ولم يثبت فيها توقيف فيما نعلم ، فوجب الوقوف بها مع الأصل .
ثانيا : الأمة مأمورة بحفظ القرآن كتابة وتلاوة ، وبقراءته على الكيفية التي علمهم إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد كانت لغة الصحابة رضي الله عنهم عربية سليمة ؛ لقلة الأعاجم بينهم ، وعنايتهم بتلاوته - كما أنزل - عظيمة ، واستمر ذلك في عهد الخلفاء الراشدين فلم يخش عليهم اللحن في قراءة القرآن ولم يشق عليهم قراءته من المصحف بلا نقط ولا شكل ، فلما كانت خلافة عبد الملك بن مروان وكثر المسلمون من الأعاجم واختلطوا بالمسلمين من العرب خشي عليهم اللحن في التلاوة وشق عليهم القراءة من المصحف بلا نقط ولا شكل ، فأمر عبد الملك بن مروان بنقط المصحف وشكله ، وقام بذلك الحسن البصري ، ويحيى بن يعمر رحمهما الله ، وهما من أتقى التابعين وأعلمهم وأوثقهم ؛ محافظة على القرآن ، وصيانة له من أن يناله تحريف ، وتسهيلا لتلاوته وتعليمه وتعلمه ، كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وبهذا يتبين أن كلا من نقط القرآن وشكله - وإن لم يكن موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم - فهو داخل في عموم الأمر بحفظه وتعليمه وتعلمه على النحو الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته ؛ ليتم البلاغ ، ويعم التشريع ، ويستمر حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، وعلى هذا لا يكون من البدع ؛ لأن البدعة : ما أحدث ولم يدل عليه دليل خاص به أو عام له ولغيره ، وقد يسمي مثل هذا بعض من تكلم في السنن والبدع : مصلحة مرسلة ، لا بدعة ، وقد يسمى هذا : بدعة من جهة اللغة ؛ لكونه ليس على مثال سابق لا من جهة

60

نام کتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نویسنده : أحمد بن عبد الرزاق الدويش    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست