responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نویسنده : أحمد بن عبد الرزاق الدويش    جلد : 1  صفحه : 353


فشفعه في » [1] فعلم أنه شفيع فيه ، ولفظه « إن شئت صبرت ، وإن شئت دعوت لك فقال : ادع لي » [2] ، فهو طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له ، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي ويدعو هو أيضا لنفسه ويقول في دعائه « اللهم شفعه في » [3] ، فدل ذلك على أن معنى قوله : « أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد » [4] أي : بدعائه وشفاعته ، كما قال عمر : ( اللهم إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا إليك بنبيك فتسقينا ) .
فالحديثان معناهما واحد : فهو صلى الله عليه وسلم علم رجلا أن يتوسل به في حياته كما ذكر عمر أنهم كانوا يتوسلون به إذا أجدبوا ثم إنهم بعد موته إنما كانوا يتوسلون بغيره بدلا عنه .
فلو كان التوسل به حيا وميتا سواء ، والمتوسل به الذي دعا له الرسول ، كمن لم يدع له الرسول ، لم يعدلوا عن التوسل به وهو أفضل الخلق وأكرمهم على ربه وأقربهم إليهم وسيلة - إلى أن يتوسلوا بغيره ممن ليس مثله .
وكذلك لو كان الأعمى توسل به ولم يدع له الرسول بمنزلة ذلك الأعمى لكان عميان الصحابة أو بعضهم يفعلون مثل ما فعل الأعمى ، فعدولهم عن هذا إلى هذا - مع أنهم السابقون الأولون المهاجرون والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ، فإنهم أعلم منا بالله ورسوله وبحقوق الله ورسوله وما يشرع من الدعاء وينفع وما لم يشرع ولا ينفع وما يكون أنفع من غيره ، وهم في وقت الضرورة ومخمصة وجدب يطلبون تفريج الكربات وتيسير العسير وإنزال الغيث بكل طريق ممكن - دليل على أن المشروع ما سلكوه دون ما تركوه .
ولهذا ذكر الفقهاء في كتبهم في الاستسقاء ما فعلوه دون ما تركوه ، وذلك أن التوسل به حيا هو الطلب لدعائه وشفاعته ، وهو من جنس مسألته أن يدعو لهم وهذا مشروع ، فما زال المسلمون يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته أن يدعو لهم ، وأما بعد موته فلم يكن الصحابة يطلبون منه الدعاء لا عند قبره ولا عند غير قبره ، كما يفعل كثير من الناس عند قبور الصالحين ، يسأل أحدهم الميت حاجته . أو يقسم على الله به ونحو ذلك [5] .
وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو . . . عضو . . . نائب رئيس اللجنة . . . الرئيس عبد الله بن قعود . . . عبد الله بن غديان . . . عبد الرزاق عفيفي . . . عبد العزيز بن عبد الله بن باز س 5 : كاتب هذا السؤال يعتقد بعدم جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه



[1] سنن الترمذي الدعوات ( 3578 ) , سنن ابن ماجة إقامة الصلاة والسنة فيها ( 1385 ) .
[2] صحيح البخاري المرضى ( 5328 ) , صحيح مسلم البر والصلة والآداب ( 2576 ) , مسند أحمد بن حنبل ( 1 / 347 ) .
[3] سنن الترمذي الدعوات ( 3578 ) , سنن ابن ماجة إقامة الصلاة والسنة فيها ( 1385 ) .
[4] سنن الترمذي الدعوات ( 3578 ) , سنن ابن ماجة إقامة الصلاة والسنة فيها ( 1385 ) .
[5] ] مجموع فتاوى شيخ الإسلام [ ( 1 / 325 ) .

353

نام کتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نویسنده : أحمد بن عبد الرزاق الدويش    جلد : 1  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست