responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نویسنده : أحمد بن عبد الرزاق الدويش    جلد : 1  صفحه : 332


فأخبر صلى الله عليه وسلم أن هذا الأمر الذي طلبوه منه وهو اتخاذه شجرة للعكوف عندها وتعليق الأسلحة بها تبركا كالأمر الذي طلبه بنو إسرائيل من موسى عليه السلام ، فكذا العكوف عند القبور ، وروى الترمذي وأبو داود وابن ماجة في سننهم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تجعلوا بيوتكم قبورا ، ولا تجعلوا قبري عيدا ، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم » [1] ، وأما بالنسبة لعبادة الله عندها فقد نهى عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فروى البخاري ومسلم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » [2] ، والنهي عن اتخاذ القبور مساجد يشمل اتخاذها لعبادة الله أو لعبادة غير الله سواء كانت في مسجد مبني أو لا ؟
وأما المجيء إلى صاحب هذا القبر ودعاؤه واعتقاد أنه يملك النفع والضر فهذا شرك أكبر ، ومن فعل ذلك فإما أن يكون جاهلا أو عالما ، فإن كان عالما - فهو مشرك شركا أكبر يخرجه عن الإسلام ، وإن كان جاهلا فإنه يبين له ، فإن رجع إلى الحق فالحمد لله ، وإن لم يرجع إلى الحق ، فإنه كالعالم في الحكم ، والأدلة على ذلك كثيرة ، قال تعالى : { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } [3] { لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } [4] إلخ السورة ، وقال تعالى : { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } [5] وفي الحديث القدسي : « من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه » [6] وأما ما ذكره السائل من بناء بيت مزين ومزخرف على هذا القبر - فهذا لا يجوز ، فإنه من تعظيم صاحب القبر تعظيما مبتدعا . ومن وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم : « أن لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته » [7] .



[1] الإمام أحمد ( 2 / 367 ) ، و ] مسلم بشرح النووي [ ( 6 / 67 ، 68 ) ، وأبو داود ( 2 / 534 ) ، والترمذي ( 5 / 157 ) ، وابن ماجة ( 1 / 438 ) ، والجهضمي في ] فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم [ رقم ( 20 ، 30 ) .
[2] انظر باب ( الغلو في القبور ) .
[3] سورة الكافرون الآية 1
[4] سورة الكافرون الآية 2
[5] سورة الإخلاص الآية 4
[6] صحيح مسلم الزهد والرقائق ( 2985 ) , سنن ابن ماجة الزهد ( 4202 ) , مسند أحمد بن حنبل ( 2 / 301 ) .
[7] الإمام أحمد ( 1 / 96 ، 129 ) ، و ] مسلم بشرح النووي [ ( 7 / 36 ) ، والنسائي ( 4 / 88 ، 89 ) ، والترمذي ( 3 / 336 ) .

332

نام کتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نویسنده : أحمد بن عبد الرزاق الدويش    جلد : 1  صفحه : 332
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست