نام کتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نویسنده : أحمد بن عبد الرزاق الدويش جلد : 1 صفحه : 313
كما وضع في قبر بلا روح والروح في أعلى عليين . واتصال الروح بالبدن والجسد المعطر عند يوم القيامة ، كما قال تعالى : { وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ } [1] ج 1 : إن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم حي في قبره حياة برزخية يحصل له بها التنعم في قبره بما أعده الله له من النعيم جزاء له على أعماله العظيمة الطيبة التي قام بها في دنياه ، عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام ، ولم تعد إليه روحه ليصير حيا كما كان في دنياه ولم تتصل به وهو في قبره اتصالا يجعله حيا كحياته يوم القيامة ، بل هي حياة برزخية وسط بين حياته في الدنيا وحياته في الآخرة ، وبذلك يعلم أنه قد مات ، كما مات غيره ممن سبقه من الأنبياء وغيرهم ، قال الله تعالى : { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ } [2] وقال : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ } [3] { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } [4] وقال : { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ } [5] إلى أمثال ذلك من الآيات الدالة على أن الله قد توفاه إليه ؛ ولأن الصحابة رضي الله عنهم قد غسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه ، ولو كان حيا حياته الدنيوية ما فعلوا به ما يفعل بغيره من الأموات ، ولأن فاطمة رضي الله عنها قد طلبت إرثها من أبيها صلى الله عليه وسلم لاعتقادها بموته ، ولم يخالفها في ذلك الاعتقاد أحد من الصحابة ، بل أجابها أبو بكر رضي الله عنه : بأن الأنبياء لا يورثون [6] ، ولأن الصحابة رضي الله عنهم قد اجتمعوا لاختيار خليفة للمسلمين يخلفه ، وتم ذلك بعقد الخلافة لأبي بكر رضي الله عنه ، ولو كان حيا كحياته في دنياه لما فعلوا ذلك ، فهو إجماع منهم على موته ، ولأن الفتن والمشاكل لما كثرت في عهد عثمان وعلي رضي الله عنهما ،
[1] سورة التكوير الآية 7 [2] سورة الأنبياء الآية 34 [3] سورة الرحمن الآية 26 [4] سورة الرحمن الآية 27 [5] سورة الزمر الآية 30 [6] البخاري ] فتح الباري [ برقم ( 4240 ، 4241 ) ، و ] ومسلم بشرح النووي [ ( 12 / 76 ) ، وأبو داود برقم ( 2968 ، 2969 ، 2970 ) ، والنسائي ( 7 / 133 ) .
313
نام کتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نویسنده : أحمد بن عبد الرزاق الدويش جلد : 1 صفحه : 313