responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نویسنده : أحمد بن عبد الرزاق الدويش    جلد : 1  صفحه : 103


الذي لا يغفر الله إلا لمن تاب منه ؛ لأن هذا النوع من الاستعانة قربة وعبادة ، وهي لا تجوز إلا لله خالصة لوجهه الكريم ، ومن أدلة ذلك ما علم الله عباده أن يقولوه في آية { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } [1] أي : لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك ، وقوله تعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ } [2] وقوله : { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ } [3] الآية ، وقوله تعالى : { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } [4] وما ثبت من قوله عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما : « إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله » [5] وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ : « وحق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا » [6] وقوله صلى الله عليه وسلم : « من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار » [7] أما الاستعانة بغير الله فيما كان في حدود الأسباب العادية التي جعلها الله إلى الخلق وأقدرهم على فعلها ؛ كالاستعانة بالطبيب في علاج مريض وبغيره ، وإطعام جائع ، وسقي عطشان ، وإعطاء غني مالا لفقير ، وأمثال ذلك فليس بشرك ، بل هو من تعاون الخلق في المعاش وتحصيل وسائل الحياة ، وهكذا لو استعان بالأحياء الغائبين بالطرق الحسية ؛ كالكتابة ، والإبراق ، والمكالمة الهاتفية ونحو ذلك .
وأما حياة الأنبياء والشهداء وسائر الأولياء فحياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله وليست كالحياة التي كانت لهم في الدنيا ، وبهذا يتبين أن الحق مع الفرقة الأولى التي قالت : إن الاستعانة بغير الله على ما تقدم شرك .



[1] سورة الفاتحة الآية 5
[2] سورة الإسراء الآية 23
[3] سورة البينة الآية 5
[4] سورة الجن الآية 18
[5] انظر الفتوى رقم ( 3068 ) باب ( الاستغاثة والدعاء ) .
[6] الإمام أحمد ( 2 / 525 ) عن أبي هريرة ، و ( 3 / 261 ) ( 5 / 228 ، 234 ، 236 ، 238 ، 242 ) من حديث معاذ ، والبخاري ( 3 / 216 ) و ( 7 / 68 ، 137 ، 189 ) و ( 8 / 164 ) ، و [ مسلم بشرح النووي ] ( 1 / 230 ) .
[7] " رواه الإمام أحمد ( 1 / 374 ، 443 ، 462 ، 464 ) ، والإمام البخاري ( 5 / 153 ) و ( 7 / 230 ) ، ورواه مسلم بلفظ : " ; من مات يشرك بالله شيئا دخل النار " ( 2 / 92 ) . "

103

نام کتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نویسنده : أحمد بن عبد الرزاق الدويش    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست