نام کتاب : شرح الصدور بتحريم رفع القبور نویسنده : محمد بن علي الشوكاني جلد : 1 صفحه : 13
وعبدوا عبدا من عباد الله ، صار تحت أطباق الثرى ، لا يقدر على أن يجلب لنفسه نفعا ولا يدفع عنها ضرا ، كم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أمره الله أن يقول ( لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا ) . فانظر كيف قال سيد البشر وصفوة الله من خلقه بأمر ربه أنه لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا وكذلك قال فيما صح عنه " يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئا " فإذا كان هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه وفي أخص قرابته به وأحبهم إليه ، فما ظنك بسائر الأموات الذين لم يكونوا أنبياء معصومين ولا رسلا مرسلين ؟ بل غاية ما عند أحدهم أنه فرد من أفراد هذه الأمة المحمدية ، وواحد من أهل هذه الملة الإسلامية ؟ فهو أعجز وأعجز أن ينفع أو يدفع عنها ضررا . وكيف لا يعجز عن شئ قد عجز عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم آ وأخبر به أمته كما أخبر الله عنه ، وأمره بأن يقول للناس بأنه لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ، وأنه لا يغنى عن أخص قرابته من الله شيئا ؟ . فيا عجبا ! كيف يطمع من له أدنى نصيب من علم ، أو أقل حفظ من عرفان أن ينفعه أو يضره فرد من أفراد أمة هذا النبي الذي يقول عن نفسه هذه المقالة ؟ والحال أنه فرد من التابعين له المقتدين بشرعه . فهل سمعت أذناك - أرشدك الله - بضلال عقل أكبر من هذا الضلال الذي وقع في عباد أهل القبور ؟ ! ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) . وقد أوضحنا هذا أبلغ إيضاح في رسالتنا التي سميناها " الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد " وهي موجودة بأيدي الناس . فلا شك ولا ريب أن السبب الأعظم الذي نشأ منه هذا الاعتقاد في
13
نام کتاب : شرح الصدور بتحريم رفع القبور نویسنده : محمد بن علي الشوكاني جلد : 1 صفحه : 13