نام کتاب : شرح الصدور بتحريم رفع القبور نویسنده : محمد بن علي الشوكاني جلد : 1 صفحه : 12
على وجه يكون القبر في وسطها أو في جانب منها . فإن هذا بناء على القبر ، لا يخفى ذلك على من له أدنى فهم ، كما يقال : بنى السلطان على مدينة كذا ، أو علي قرية كذا سورا . وكما يقال : بنى فلان في المكان الفلاني مسجدا ، مع أن سمك البناء لم يباشر إلا جوانب المدينة أو القرية أو المكان . ولا فرق بين أن تكون تلك الجوانب التي وقع وضع البناء عليها قريبة من الوسط ، كما في المدينة الصغيرة والقرية الصغيرة والمكان الضيق ، أو بعيدة في الوسط كما في المدينة الكبيرة والقرية الكبيرة والمكان الواسع ، ومن زعم أن في لغة العرب ما يمنع من هذا الإطلاق فهو جاهل لا يعرف لغة العرب ، ولا يفهم لسانها ولا يدري بما استعملته في كلامها . وإذا تقرر لك هذا علمت أن رفع القبور ووضع القباب والمساجد والمشاهد عليها قد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعله تارة . . كما تقدم . وتارة قال : " اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " ، فدعا عليهم بأن يشتد غضب الله عليهم بما فعلوه من هذه المعصية . وذلك ثابت في الصحيح ، وتارة نهى عن ذلك . وتارة بعث من يهدمه . وتارة جعله من فعل اليهود والنصارى . وتارة قال : " لا تتخذوا قبري وثنا " . وتارة قال : " لا تتخذوا قبري عيدا " أي : موسما يجتمعون فيه كما صار يفعله كثير من عباد القبور ؟ يجعلون لمن يعتقدون من الأموات أوقاتا معلومة يجتمعون فيها عند قبورهم ، ينسكون لها المناسك ، ويعكفون عليها ، كما يعرف ذلك كل أحد من الناس من أفعال هؤلاء المخذولين ، الذين تركوا عبادة الله الذي خلقهم ورزقهم ثم يميتهم ويحييهم . .
12
نام کتاب : شرح الصدور بتحريم رفع القبور نویسنده : محمد بن علي الشوكاني جلد : 1 صفحه : 12