responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل السلام نویسنده : محمد بن إسماعيل الكحلاني الصنعاني ( الأمير )    جلد : 1  صفحه : 151


خطيئة ، إلا أنه قد يقال : المراد البصاق إلى جهة القبلة ، أو جهة اليمين خطيئة ، لا تحت القدم ، أو عن شماله ، لأنه قد أذن فيه الشارع ، ولا يأذن في خطيئة . هذا وقد سمعت : أنه علل ( ص ) النهي عن البصاق على اليمين بأن عن يمينه ملكا ، فأورد سؤال ، وهو أن على الشمال أيضا ملكا ، وهو كاتب السيئات ، وأجيب : بأنه اختص بذلك ملك اليمين : تخصيصا له وتشريفا وإكراما ، وأجاب بعض المتأخرين بأن الصلاة أم الحسنات البدنية ، فلا دخل لكاتب السيئات فيها . واستشهد لذلك بما أخرجه ابن أبي شيبة : من حديث حذيفة موقوفا في هذا الحديث ولا عن يمينه ، فإن عن يمينه كاتب الحسنات ، وفي الطبراني من حديث أمامة : في هذا الحديث : فإنه يقوم بين يدي الله ، وملك عن يمينه ، وقرينه عن يساره ، وإذا ثبت هذا فالتفل يقع على القرين ، وهو الشيطان ، ولعل ملك اليسار حينئذ بحيث لا يصيبه شئ من ذلك ، أو أنه يتحول في الصلاة إلى جهة اليمين .
( وعنه ) أي أنس رضي الله عنه ( قال : كان قرام ) بكسر القاف وتخفيف الراء الستر الرقيق ، وقيل : الصفيق من صوف ذي ألوان ( لعائشة سترت به جانب بيتها ، فقال لها النبي ( ص ) : أميطي عنا ) أي أزيلي ( قرامك هذا ، فإنه لا تزال تصاويره تعرض ) بفتح المثناة الفوقية وكسر الراء ( لي في صلاتي ، رواه البخاري ) . في الحديث دلالة : على إزالة ما يشوش على المصلي صلاته : مما في منزله أو في محل صلاته ، ولا دليل فيه على بطلان الصلاة ، لأنه لم يرو أنه ( ص ) أعادها ، ومثله :
( واتفقا ) أي الشيخان ( على حديثها ) أي عائشة ( في قصة أنبجانية ) بفتح الهمزة وسكون النون وكسر الموحدة وتخفيف الجيم ، وبعد النون ياء النسبة : كساء غليظ لا علم فيه ( أبي جهم ) بفتح الجيم وسكون الهاء هو عامر بن حذيفة ( وفيه :
فإنها ) أي : الخميصة وكانت ذات أعلام أهداها له ( ص ) أبو جهم ، فالضمير لها ، وإن لم يتقدم في كلام المصنف ذكرها . ولفظ الحديث عن عائشة : أن النبي ( ص ) صلى في خميصة لها أعلام ، فنظر إلى أعلامها نظرة ، فلما انصرف قال : اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية أبي جهم ، فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي هذا لفظ البخاري ، وعبارة المصنف تفهم : أن ضمير فإنها : للأنبجانية ، وكذا ضمير ( ألهتني عن صلاتي ) . وذلك أن أبا جهم أهدى للنبي ( ص ) خميصة لها أعلام ، كما روى مالك في الموطأ : عن عائشة قالت : أهدى أبو جهم بن حذيفة إلى رسول الله ( ص ) خميصة لها علم ، فشهد فيها الصلاة ، فلما انصرف قال : ردي هذه الخميصة إلى أبي جهم وفي رواية عنها : كنت أنظر إلى علمها وأنا في الصلاة ، فأخاف أن يفتنني قال ابن بطال :
إنما طلب منه ثوبا غيرها ، ليعلمه أنه لم يرد عليه هديته استخفافا به . وفي الحديث : دليل على كراهة ما يشغل عن الصلاة من النقوش ، ونحوها : مما يشغل القلب ، وفيه مبادرته ( ص ) إلى صيانة الصلاة عما يلهي ، وإزالة ما يشغل عن الاقبال عليها . قال الطيبي : فيه إيذان بأن للصور ، والأشياء الظاهرة تأثيرا في القلوب الطاهرة ، والنفوس الزكية ، فضلا عما دونها . وفيه

151

نام کتاب : سبل السلام نویسنده : محمد بن إسماعيل الكحلاني الصنعاني ( الأمير )    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست