نام کتاب : جواهر العقود نویسنده : المنهاجي الأسيوطي جلد : 1 صفحه : 392
فحينئذ يتقدم مقدم العساكر المنصورة ، المشار إليه ، بجمع قتلى المسلمين من المعركة ، ودفنهم بدمائهم وثيابهم . وجمع الملبوس والسلاح والكراع وما بقبرس من الصبيان والنساء والأبكار والأموال على اختلاف الأجناس والأنواع . وجميع المواشي . ونقل الجميع إل يسيف البحر الأعظم ، ووسق الفلك بها ، وتركوا تلك الديار خاوية على عروشها خامدة ، والحس والهمس حصيدا كأن لم تغن بالأمس . وركب هو والجيوش المنصورة في أفلاكها . ورجعوا متوجهين بالسلامة والنصر . وإذا دخلوا بالغنيمة إلى دار الإسلام جلس المقدم لقسم مال الغنائم ، وهو بعمل الحق وقسمة العدل قائم . وخمسها . ثم خمس الخمس . وجعله حيث أمره به الرسول صلى الله عليه وسلم . ثم قسم أربعة أخماس الخمس على مستحقيه . ثم قسم أربعة أخماس الغنيمة بين الجيوش المنصورة على حكم الشرع الشريف المطهر ومقتضاه ، عاملا في ذلك بتقوى الله ، وما يحبه رسوله الله صلى الله عليه وسلم ويرضاه . وعهد إليه أن يأخذ الأمر بزمامه ، وأن يعمل لله ولإمامه ، وأن يعرف للمجاهدين حقهم ، ويقدم أهل النفع منهم على غيرهم تقديما . فقد قدمهم الله فقال : ( وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما * ) ( النساء : 95 ) ولمن وفى شكر إقدامهم ، ومداومة تأنسهم ، فطالما اقتحموا على الملوك مثل الوحوش ، وما هابوا يقظة حراسهم . وليرفع بعضهم على بعض درجات . فما هم سواء ( لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ) ( النساء : 95 ) فهو أولى من عمل بهذه الوصايا التي هو منها على يقين ، وأحق من فرج على الإسلام كل ضيق ، بتصرف رجاله وأصحابه الميامين . والله تعالى يعينه ويوفقه ويرشده ، ويطيل باعة لما قصرت عنه سواعد الرماح ، ووصلت إليه يده آمين . ويكمل بالإشهاد والتاريخ . والله أعلم .
392
نام کتاب : جواهر العقود نویسنده : المنهاجي الأسيوطي جلد : 1 صفحه : 392