responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر العقود نویسنده : المنهاجي الأسيوطي    جلد : 1  صفحه : 259


ملكه ، وقطعه من مالك ، وصير صدقة بتة بتلة ، محرمة مؤبدة ، جارية في الوقف المذكور على الحكم المشروح أعلاه حالا ومآلا ، وتعذرا وإمكانا . ورفع عند يد ملكه . ووضع عليه يد نظره وولايته .
وقد تم هذا الوقف ولزم ونفذ حكمه ، وأبرم . واكتملت شروطه واستقرت أحكامه .
وصار وقفا من أوقاف المسلمين ، محرما بحرمات الله تعالى الأكيدة ، مدفوعا عنه بقوته الشديدة ، لا يحل لاحد يؤمن بالله واليوم الآخر ، ويعلم أنه إلى ربه صائر : أن ينقض هذا الوقف ولا يغيره ، ولا يفسده ولا يعطله ، ولا يسعى في إتلافه ، ولا في إبطاله ، ولا إبطال شئ منه ، بأمر ولا فتوى ولا مشورة ، ولا تدقيق حيلة ، ولا وجه من وجوه الاتلاف . وهو يستعدي الله على من قصد وقفه هذا بفساد أو عناد ، ويحاكمه لديه ، ويخاصمه بين يديه ، يوم فقره وفاقته ، وذله ومسكنته ودهشته وحيرته ، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ، ولهم اللعنة ولهم سوء الدار . فمن سعى في ذلك ، أو تكلم فيه ، أو أشار إليه ، أو ساعد عليه ، سود الله وجهه ، وجعله من الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا . وعليه لعنة الله ولعنة اللاعنين من الملائكة والناس أجمعين . ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، ولا يزكي له قولا ولا فعلا : * ( فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم ) * ومن أعان على إثباته وتقريره في جهاته ، واستقراره في أيدي مستحقيه ، برد الله مضجعه ، ولقنه حجته . وجعله من الآمنين المطمئنين الفرحين المستبشرين ، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
وقبل الواقف المشار إليه ماله قبوله من ذلك قبولا شرعيا . وأشهد على نفسه الكريمة بذلك ، وهو بحال الصحة والسلامة والطواعية والاختيار ، وجواز أمره شرعا .
ويؤرخ الكتاب .
وصورة وقف جامع أنشأه بعض الملوك . ووقفه ، ووقف عليه :
الحمد لله المحسن القريب ، السميع المجيب ، الذي من عامله لا يخيب . وعد الله المتصدق أجرا عظيما ، وأعد للمحسن جنة ونعيما . ولم يزل سبحانه بعباده برا رؤوفا رحيما ، منعما متفضلا حليما كريما ، وقدم لمن كفر الوعيد ، ووعد من شكر بالمزيد .
وأعطى من صبر ما يريد ، وبلغ من قصده مناه ، وسلم من سلم لما قضاه ، وأمن من لجأ إلى حماه ، ونعم من تطهر بالصدقات ، ورفعه إلى أعلى الدرجات . فليفعل العبد ما هو فاعل من المعروف ، ليكون له عند الله ذخرا ، ويمنحه من أجله ثوابا وأجرا . ويجزيه على

259

نام کتاب : جواهر العقود نویسنده : المنهاجي الأسيوطي    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست