نام کتاب : بداية المجتهد ونهاية المقتصد نویسنده : ابن رشد الحفيد جلد : 1 صفحه : 187
فإنه يبعث يوم القيامة يلبي . وأما العموم ، فهو ما ورد من الامر بالغسل مطلقا ، فمن خص من الأموات المحرم بهذا الحديث كتخصيص الشهداء بقتلى أحد ، جعل الحكم منه عليه الصلاة والسلام على الواحد حكما على الجميع ، وقال : لا يغطى رأس المحرم ، ولا يمس طيبا ، ومن ذهب مذهب الجمع ، لا مذهب الاستثناء والتخصيص قال : حديث الاعرابي خاص به ، لا يعدى إلى غيره . الباب الرابع في صفة المشي مع الجنازة واختلفوا في سنة المشي مع الجنازة ، فذهب أهل المدينة إلى أن من سننها المشي أمامها وقال الكوفيون ، وأبو حنيفة ، وسائرهم : إن المشي خلفها أفضل . وسبب اختلافهم : اختلاف الآثار التي روى كل واحد من الفريقين عن سلفه ، وعمل به ، فروى مالك عن النبي ( ص ) مرسلا المشي أمام الجنازة وعن أبي بكر ، وعمر ، وبه قال الشافعي . وأخذ أهل الكوفة بما رووا عن علي ابن أبي طالب من طريق عبد الرحمن بن أبزى ، قال : كنت أمشي مع علي في جنازة وهو آخذ بيدي ، وهو يمشي خلفها ، و أبو بكر ، وعمر يمشيان أمامها ، فقلت له فذلك ، فقال : إن فضل الماشي خلفها على الماشي أمامها كفضل صلاة المكتوبة على صلاة النافلة ، وإنهما ليعلمان ذلك ، ولكنهما سهلان يسهلان على الناس . وروي عنه رضي الله عنه أنه قال : قدمها بين يديك ، واجعلها نصب عينيك فإنما هي موعظة ، وتذكرة ، وعبرة ، وبما روي أيضا عن ابن مسعود أنه كان يقول : سألنا رسول الله ( ص ) عن السير مع الجنازة ، فقال : الجنازة متبوعة ، وليست بتابعة ، وليس معها من يقدمها وحديث المغيرة بن شعبة عن النبي ( ص ) قال : الراكب يمشي أمام الجنازة والماشي خلفها ، وأمامها ، وعن يمينها ، أو عن يسارها قريبا منها وحديث أبي هريرة أيضا في هذا المعنى قال : امشوا خلف الجنازة وهذه الأحاديث صار إليها الكوفيون وهي أحاديث يصححونها ويضعفها غيرهم الجنازة . وأكثر العلماء على أن القيام إلى الجنازة منسوخ بما روى مالك من حديث علي بن أبي طالب : أن رسول الله ( ص ) كان يقوم في الجنائز ثم جلس . وذهب قوم إلى وجوب القيام ، وتمسكوا في ذلك بما روي من أمره ( ص ) بالقيام لها ، كحديث عامر بن ربيعة قال : قال رسول الله ( ص ) : إذا رأيتم الجنائز ، فقوموا إليها حتى تخلفكم ، أو توضع . واختلف الذين رأوا أن القيام منسوخ في القيام على القبر في وقت الدفن ، فبعضهم رأى أنه لم يدخل تحت النهي ، وبعضهم رأى أنه داخل تحت النهي على ظاهر اللفظ ومن أخرجه من ذلك احتج بفعل علي في ذلك ، وذلك أنه روى النسخ ، وقام على قبر ابن المكلف ، فقيل له : ألا تجلس يا أمير المؤمنين ؟ فقال : قليل لأخينا قيامنا على قبره .
187
نام کتاب : بداية المجتهد ونهاية المقتصد نویسنده : ابن رشد الحفيد جلد : 1 صفحه : 187