نام کتاب : أحكام الجنائز نویسنده : محمد ناصر الألباني جلد : 1 صفحه : 237
( قدم النبي ( ص ) المدينة فنزل أعلى المدينة في حي يقال لهم : بنو عمرو بن عوف ، فأقام فيهم أربع عشرة ليلة ، ثم أرسل إلى بني النجار فجاؤوا متقلدي السيوف كأني أنظر إلى النبي ( ص ) على راحلته وأبو بكر ردفه ، وملا من بني النجار حوله ، حتى أتى بفناء أبي أيوب ، وكان يحب أن يصلي حيث أدركته الصلاة ، ويصلي في مرابض الغنم ، وكان أمر ببناء المسجد ، فأرسل إلى ملا من بنى النجار ، فقال : يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا ، قالوا : لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله ، قال : فكان فيه قبور المشركين ، وخرب ونخل ، فأمر النبي ( ص ) بقبور المشركين فنبشت ، ثم بالحرب فسويت ، وبالنخل فقطع فصفوا النخل قبلة المسجد ، وجعل عضاديته الحجارة ، وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون ، والنبي ( ص ) معهم ، وهو يقول ، [ وهو ينقل اللبن : هذا الحمال [1] لا حمال خيبر هذا أبر ربنا وأطهر ] اللهم لا خير إلا خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة . وفي رواية من حديث عائشة رضي الله عنها : اللهم إن الاجر أجر الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة ) . أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث أنس ، والسياق له ، والبخاري من حديث عائشة ، وما بين القوسين من حديثها ، وقد أخرجت الحديثين في ( الثمر المستطاب ) . قال الحافظ في ( الفتح ) : ( وفي الحديث جواز التصرف في المقبرة المملوكة بالهبة والبيع ، وجواز نبش القبور الدارسة إذا لم تكن محترمة ، وجواز الصلاة في مقابر المشركين بعد نبشها وإخراج ما فيها وجواز بناء المساجد في أماكنها ) .
[1] بالكسر من الحمل ، والذي يحمل من خبير التمر ، أي أن هذا في الآخرة أفضل من ذاك وأحمد عاقبة ، كأنه جمع حمل ( بكسر الميم ) أو حمل ( بفتح الميم ) ، ويجوز أن يكون مصدر حمل أو حامل ، كما في ( النهاية ) .
237
نام کتاب : أحكام الجنائز نویسنده : محمد ناصر الألباني جلد : 1 صفحه : 237