نام کتاب : أحكام الجنائز نویسنده : محمد ناصر الألباني جلد : 1 صفحه : 180
( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها ترق القلب ، وتدمع العين ، وتذكر الآخرة ، ولا تقولوا هجرا ) . أخرجه الحاكم ( 1 / 376 ) بسند حسن ، ثم رواه ( 1 / 375 ، 376 ) وأحمد ( 3 / 237 250 ) من طريق أخرى عنه بنحوه ، وفيه ضعف . وفي الباب عن أبي هريرة رضي الله عنه ، وسيأتي . 119 - والنساء كالرجال في استحباب زيارة القبور ، لوجوه : الأول : عموم قوله ( ص ) ( . . فزوروا القبور ) فيدخل فيه النساء . وبيانه : أن النبي ( ص ) لما نهى عن زيارة القبور في أول الأمر . فلا شك أن النهي كان شاملا للرجال والنساء معا ، فلما قال ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ) كان مفهوما أنه كان يعني الجنسين ضرورة أنه يخبرهم عما كان في أول الأمر من نهي الجنسين ، فإذا كان الامر كذلك ، كان لزاما أن الخطاب في الجملة الثانية من الحديث وهو قوله : ( فزوروها ) إنما أراد به الجنسين أيضا . ويؤيده أن الخطاب في بقية الافعال المذكورة في زيادة مسلم في حديث بريدة المتقدم آنفا : ( ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم ، ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا ) ، أقول : فالخطاب في جميع هذه الأفعال موجه إلى الجنسين قطعا ، كما هو الشأن في الخطاب الأول : ( كنت : نهيتكم ) ، فإذا قيل بأن الخطاب في قوله ( فزوروها ) خاص بالرجال ، اختل نظام الكلام وذهبت طراوته ، الامر الذي لا يليق بمن أوتي جوامع الكلم ، ومن هو أفصح من نطق بالضاد ، صلى الله عليه وسلم ، ويزيده تأييدا الوجوه الآتية : الثاني : مشاركتهن الرجال في العلة التي من أجلها شرعت زيارة القبور : ( فإنها ترق القلب وتدمع العين ) وتذكر الآخرة ) . الثالث : أن النبي ( ص ) قد رخص لهن في زيارة القبور ، في حديثين حفظتهما لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :
180
نام کتاب : أحكام الجنائز نویسنده : محمد ناصر الألباني جلد : 1 صفحه : 180