وقد اختلف علماء اللغة والمفسرون في المقصود بالاستقسام في قوله تعالى : * ( وأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ) * . [ سورة المائدة ، الآية 3 ] فقال الجمهور ومنهم الأزهري ، والهروي ، وأبو جعفر ، وسعيد ابن جبير ، والحسن ، والقفال ، والضحاك ، والسدى : معنى الاستقسام بالأزلام : طلب معرفة الخير والشر بواسطة ضرب القداح ، فكان الرجل في الجاهلية إذا أراد سفرا أو غزوا أو تجارة أو نكاحا أو أمرا آخر ضرب بالقداح ، وكانوا قد كتبوا على بعضها « أمرني ربي » ، وعلى بعضها « نهاني ربي » ، وتركوا بعضها خاليا عن الكتابة ، فإن خرج الأمر أقدم على الفعل ، وإن خرج النّهى أمسك ، وإن خرج الغفل أعاد العمل مرة أخرى ، فهم يطلبون من الأزلام أن تدلهم على قسمهم . وقال المؤرخ العزيزي وجماعة من أهل اللغة : الاستقسام هنا : هو الميسر المنهي عنه ، والأزلام : قداح الميسر ، وكانوا إذا أرادوا أن ييسروا ابتاعوا ناقة بثمن مسمى يضمنونه لصاحبها ولم يدفعوا الثمن حتى يضربوا بالقداح عليها فيعلموا على من يجب الثمن . اصطلاحا : ذهب الفقهاء إلى ما ذهب إليه جمهور اللغويين ، والمفسرين من أنه الامتثال لما تخرجه الأزلام من الأمر والنّهى في شئون حياتهم ، والأقداح : هي أقداح الأمر والنهى . والاستقسام بالأزلام : هو ضرب بالقداح ليخرج له قدح منها يأتمر بما كتب عليه ، وهو منهي عنه لقوله تعالى : * ( وأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ) * . « الموسوعة الفقهية 3 / 241 ، 4 / 80 » .