نام کتاب : العناوين الفقهية نویسنده : الحسيني المراغي جلد : 1 صفحه : 272
الذهن ، لكن تتحصل من ذلك كله صورة كلية تنطبق عليه هذه الصور الذهنية ، كما في مثال السواد ، فإن مشاهدة كل واحد من أفراد السواد توجب حصول صورة خاصة في الذهن معلول لتلك الأمارة ، ومع ذلك ينطبق هذه المختلفات على ماهية السواد المتصورة في الذهن . وحيث إن للكلي أيضا وجودا ذهنيا كالخصوصيات ، فالموجودات المتعددة في الذهن كالخصوصيات تنطبق على موجود واحد كلي ، وذلك واضح . ويرد عليه أمران : أحدهما : أن الخصوصيات وإن كان يحصل من كل منها [1] صورة ذهنية مغايرة وتنطبق على الكلي ، لكن لا تعد هذه الجزئيات معرفة للكلي ، لأنا نقول : إن زيدا من حيث هو زيد ليس معرفا للإنسان ، والسواد الموجود في جسم خاص بنحو خاص ليس معرفا لماهية السواد ، بل الخصوصية لا مدخل لها للتعريف ، والمعرف حقيقة ذلك الشئ الوحداني القدر المشترك الذي يحصل بتوسطه الصورة في الذهن ، كالجزئيات بعينها . فكما أن الخصوصية المحسوسة موجبة لحصول صورتها في الذهن ، فكذلك القدر المشترك الموجود في الخارج المدرك بالنظر . وثانيهما : أن المراد من انطباق ألف موجود ذهني على شئ واحد ، إن كان مع قطع النظر عن الخصوصية ، فلا اختصاص لذلك بالموجود الذهني ، بل الموجود الخارجي كذلك ، فإن بناءا على وجود الكلي الطبيعي في الخارج بوجود الفرد أو في ضمنه - على اختلاف التعبير ، أو القول - يكون في الخارج موجودان وإن اتحد الوجود ، ولا ريب أن الأفراد للكلي الواحد مختلفة كثيرة والطبيعة الموجودة واحدة ، فالخارج أيضا كالذهن في ذلك ، ولا ريب أن الأفراد الموجودة في الخارج مع قطع النظر عن خصوصياتها منطبقة على طبيعة موجودة في الخارج .