نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 78
ولهذا قال : وأنتم ذلك ، فإنه جعل العبد هالكاً أي لا وجود له فلم يبق إلا وجود الرب ، فقال : وأنتم ذلك ، وكذلك قال : الله فقط والكثرة وهم . فإنه على قوله لا موجود إلا الله ، ولهذا كان يقول هو وأصحابه في ذكرهم ليس إلا الله بدل قول المسلمين : لا إله إلا الله ، وكان يسميهم الشيخ قطب الدين بن القسطلاني الليسية ، ويقول احذروا هؤلاء الليسية ، ولهذا قال : الكثرة وهم . وهذا تناقض فإن قوله وهم يقتضي متوهماً فإن كان المتوهم هو الوهم فيكون الله هو الوهم وإن كان المتوهم هو غير الوهم فقد تعدد الوجود . وكذلك : إن كان المتوهم هو الله فقد وصف الله بالوهم الباطل ، وهذا مع إنه كفر فإنه يناقض قوله الوجود واحد ، وإن كان المتوهم غيره فقد أثبت غير الله وهذا يناقض أصله ، ثم متى أثبت غيراً لزمت الكثرة فلا تكون الكثرة وهما بل تكون حقاً . والبيتان المذكوران عن ابن عربي مع تناقضهما مبنيان على هذا الأصل فإن قوله : يا صورة إنس سرها معنائي ، خطاب على لسان الحق يقول لصورة الإنسان يا صورة إنس سرها معنائي ، أي هي الصورة وأنا معناها . وهذا يقتضي أن المعني غير الصورة وهو يقتضي التعدد والتفريق بين المعنى والصورة فإن كان وجود المعنى هو وجود الصورة كما يصرح به فلا تعدد ، وإن كان وجود هذا غير وجود هذا تناقض وقوله : ما خلقك للأمر ترى لولائي ، كلام مجمل يمكن أن يراد به معنى صحيح أي لولا الخالق لما وجد المكلفون ولا خلق لأمر الله ، لكن قد عرف أنه لا يقول بهذا . فإن مراده الوحدة والحلول والاتحاد ، ولهذا قال : < شعر > شئناك فأنشأناك خلقاً بشراً . . . كي تشهدنا في أكمل الأشياء < / شعر >
78
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 78