نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 211
على العرش استوى " ولا نتقدم بين يدي الله في القول ، بل نقول استوى بلا كيف ، وأنه له يدين بلا كيف كما قال تعالى " لما خلقت بيدي " وأن الله ينزل إلى سماء الدنيا كما جاء في الحديث . قال : وقالت المعتزلة استوى على عرشه بمعنى استولى . وقال الأشعري أيضاً في كتاب الإبانة في أصول الديانة في باب الاستواء إن قال قائل : ما تقولون في الاستواء ؟ قيل : نقول له إن الله مستوٍ على عرشه كما قال " الرحمن على العرش استوى " وقال : إليه يصعد الكلم الطيب ، وقال بل رفعه الله إليه ، وقال حكاية عن فرعون " يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً " كذب فرعون موسى في قوله إن الله فوق السماوات ، وقال الله تعالى : " أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور " فالسماوات فوقها العرش ، وكل ما علا فهو سماء وليس إذا قال " أأمنتم من في السماء " يعني جميع السماوات وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السماوات ألا ترى أنه ذكر السماوات فقال وجعل القمر فيهن نوراً ولم يردانه يملأ السماوات جميعاً ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله مستوٍ على العرش الذي هو فوق السماوات فلولا أن الله على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية أن معنى استوى استولى وملك وقهر وأن الله في كل مكان وجحدوا أن يكون الله على عرشه كما قال أهل الحق وذهبوا في الاستواء إلى القدرة فلو كان كما قالوا كان لا فرق بين العرش والأرض السابعة لأن الله قادر على كل شيء والأرض فالله قادر عليها وعلى الحشوش والأخلية فلو كان مستوياً على العرش بمعنى
211
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 211