نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 176
" اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم " فذكر المراتب الأربع وهي الوجود العيني الذي خلقه ، والوجود الرسمي المطابق للفظي الدال على العلمي ، وبين أن الله تعالى علمه ، ولهذا ذكر أن التعليم بالقلم ، فإنه مستلزم للمراتب الثلاثة وهذا القول - أعني قول من يقول : إن المعدوم شيء ثابت في نفسه خارج عن علم الله تعالى - وإن كان باطلاً ودلالته واضحة لكنه قد ابتدع في الإسلام من نحو أربعمائة سنة ، وابن العربي وافق أصحابه به وهو أحد أصلي مذهبه الذي في الفصوص . والأصل الثاني : أن وجود المحدثات المخلوقات هو عين وجود الخالق ليس غيره ولا سواه ، وهذا هو الذي ابتدعه وانفرد به عن جميع من تقدمه من المشايخ والعلماء ، وهو قول بقية الاتحادية ، لكن ابن العربي أقربهم إلى الإسلام وأحسن كلاماً في مواضع كثيرة ، فإنه يفرق بين الظاهر والمظاهر فيقر الأمر والنهي والشرائع على ما هي عليه ، ويأمر بالسلوك بكثير مما أمر به المشايخ من الأخلاق والعبادات ، ولهذا كثير من العباد يأخذون من كلامه سلوكهم فينتفعون بذلك وإن كانوا لا يفقهون حقائقه ، ومن فهمها منهم ووافقه فقد تبين قوله . وأما صاحبه الصدر الرومي فإنه كان متفلسفاً فهو أبعد عن الشريعة والإسلام ، ولهذا كان الفاجر التلمساني الملقب بالعفيف يقول : كان شيخي القديم متروحناً متفلسفاً والآخر يقول متفلسفاً متروحناً - يعني الصدر الرومي - فإنه كان قد أخذ عنه ولم يدرك ابن عربي في كتاب مفتاح غيب الجمع
176
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 176