أراد بقوله كذب أي إن كان حكى أن القنوت بعد الركوع ، ( ثم قال ) : وقد وافق عاصما على روايته هذه عبد العزيز بن صهيب عن أنس كما سيأتي في المغازي بلفظ : سأل رجل أنسا عن القنوت قبل الركوع ، أو عند الفراغ من القراءة ، قال : لا بل عند الفراغ من القراءة . وفي ( كنز العمال ) : إن رسول الله ( ص ) قنت في الوتر قبل الركوع ( رواه أبو داود ، والنسائي ) [1] . وعن الأسود بن يزيد النخعي قال : كان عمر إذا حارب قنت ، وإذا لم يحارب لم يقنت ( رواه الطحاوي ) . عن طارق بن شهاب قال : صليت خلف عمر صلاة الصبح فلما فرغ من القراءة في الركعة الثالثة ، ( وفي البيهقي في الركعة الثانية ) قبل الركوع كبر ، ثم قنت ، ثم كبر فركع . ( رواه عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، والطحاوي ) . وعن زيد بن وهب قال : ربما قنت عمر في صلاة الفجر قبل الركوع ( رواه ابن أبي شيبة ) . وعن إبراهيم قال كان عبد الله لا يقنت في الفجر ، وأول من قنت فيها علي ( ع ) فكانوا يرون أنه فعل ذلك لأنه كان محاربا ، ( رواه الحاكم ) . وعنه قال : إنما كان علي ( ع ) يقنت لأنه كان محاربا ، وكان يدعو على أعدائه في القنوت في الفجر والمغرب ، ( رواه الطحاوي ، والبيهقي ) ، وقال : هذا عن علي صحيح مشهور . ورواه ابن أبي شيبة عن ابن معقل : إن عمر وعليا ، وأبا موسى قنتوا في الفجر قبل الركوع . ورواه ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن معقل قال : صليت مع علي ( ع ) صلاة الغداة فقنت فقال في قنوته اللهم عليك بمعاوية وأشياعه ، وعمرو بن العاص وأشياعه ، وأبا الأعور السلمي وأشياعه ، وعبد الله بن قيس وأشياعه ، ( رواه ابن أبي شيبة ) . وعن عبد الرحمن بن معقل قال : قنت في الفجر رجلان من أصحاب النبي ( ص ) علي ، وأبو موسى ، ( رواه ابن أبي شيبة ) [2] . وعنه : أن عمر ، وأبا موسى قنتوا في الفجر قبل الركوع . وعن علي ( ع ) أنه كان يفتتح القنوت بالتكبير ( رواهما ابن أبي شيبة ) [3] . وفي الباب عن علي ( ع ) ، وأنس ، وأبي هريرة ، وابن عباس ، وخفاف بن أيما قال : " حديث البراء حسن صحيح " . واختلف أهل العلم في ( القنوت ) في صلاة الفجر ، فرأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي ( ص ) وغيرهم القنوت في الفجر ، وهو قول الشافعي ، ( وبه قال مالك ) . وقال أحمد ، وإسحاق : لا يقنت في الفجر إلا عند نازلة تنزل بالمسلمين . وفي ( نصب الراية ) قال إبراهيم : وأهل الكوفة إنما أخذوا القنوت عن علي ( ع ) قنت يدعو على معاوية حين حاربه ، وأهل الشام أخذوا القنوت عن معاوية قنت يدعو على علي ( ع ) . وفي سنن النسائي ( باب القنوت في صلاة الظهر والمغرب ) كان أبو هريرة يقنت في الركعة الآخرة من صلاة الظهر وصلاة العشاء الآخرة ، وصلاة الصبح بعدما يقول : " سمع الله لمن حمده " ،