يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ، ( رواه الشيخان عن جابر ) [1] . وفيه : بلفظ : " دعه " ، وفي رواية : " أكره أن يتحدث الناس أن محمدا . . . ( الحديث ) [2] . وفيه : إن في أصلاب أصلاب أصلاب رجال من أصحابي رجالا ونساء يدخلون الجنة بغير حساب ، ( رواه الطبراني ، وابن مردويه عن سهل بن سعد ) [3] . أقول : ومثل هذه الرعاية ملحوظة للمؤمنين عند الله تعالى كما بينه سبحانه : " وكان أبو هما صالحا " ، وكان بينهما وبينه سبعة آباء ( كما في التفاسير ) . وفي ( البخاري ) مع ( الفتح ) عن جابر قال عبد الله بن أبي سلول : " لقد تداعوا علينا ، لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن " فقال عمر : ألا تقتل هذا الخبيث ؟ يعني عبد الله فقال النبي ( ص ) : لا يتحدث الناس أنه يقتل أصحابه [4] . وفي فتح الباري : فاستمر صفحه ، وعفوه عمن يظهر الإسلام ، ولو كان باطنه على خلاف ذلك لمصلحة الاستئلاف ، وعدم التنفر عنه [5] . ومنها : خوف الارتداد ، ( كما في البخاري مع الفتح ) : عن عائشة ( مرفوعا ) : لولا حدثان قومك بالفكر لفعلت ، وفي حديث آخر عنها : لولا أن قومك حديثو عهد بالفكر لنقضت الكعبة ، ورددتها على قواعد إبراهيم ، وجعلت لها بابا شرقيا ، وبابا غربيا [6] . وفي البخاري مع الفتح : أن النبي ( ص ) كان يصلي عند البيت ، وأبو جهل وأصحاب له جلوس ، إذ قال بعضهم لبعض أيكم يجئ بسلا جزور [7] بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد ؟ ! فأنبعث شقي من القوم فجاء به ، فنظر حتى إذا سجد النبي ( ص ) وضعه على ظهره بين كتفيه ( إلى أن قال ) : حتى جاءته فاطمة فطرحته عن ظهره ، فرفع رأسه [8] . أقول : كما أن النبي ( ص ) صبر على المصائب ولم يقاتل المنافقين ، ولم يقاتل الكفار في ( مكة ) قبل الهجرة ، وأقام بها عشر سنين ، وصالح بالحديبية لمصالح ، فعلم من ذلك أن في قتال النبي ( ص ) وصبره ، ومصالحته حكمة ومصلحة يعلمها هو . فكذلك خليفة النبي ( ص ) ووصيه ( ع ) عالم بمصالح الأمور ، وحكمها ، وإن خفيت على أهل الظاهر . تتمة : في أصول الحديث ونقد المؤلفين فلنختم المجلد الأول بباب يتضمن أصول الحديث ، وتوثيقا للكتب ، ونقد المؤلفين ، لأن من عادة أهل ( الجماعة ) أنهم إذا عجزوا عن جواب خالف مذهبهم الشائع يتجرأون ويتكئون على
[1] كنز العمال ، ج 6 ، ص 33 . [2] المصدر السابق ، ص 48 . [3] أيضا ، ص 335 . [4] فتح الباري ، ج 3 ، ص 308 . [5] أيضا ، ج 4 ، ص 204 . [6] فتح الباري ، ج 2 ص 98 ، وروضة الأحباب ، ج 1 ، ص 77 . [7] السلا : هي المشيمة ، والجزور نوع من الإبل . [8] الفتح ، ج 1 ، ص 174 .