نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 36
وليس معنى هذا أن يشجع آل البيت على البطالة ، والتسكع والخمول ، اعتمادا على ما يصلهم من الهدايا والصدقات التي هم أحق الناس بها ، إكراما لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نعم هم أحق الناس بها ، وإن كانت قي الأصل محرمة عليهم . . شرط أن يعمل القادر منهم على العمل ، فما أحتاج إليه - بعد الكد والكدح والجد - سدد له من الزكاة ، إن لم يجد من أقربائه ومن أهل الفضل من يقوم له بذلك . ومع ذلك فعلى المسلمين ألا يضطروا آل البيت للأكل من الزكاة ، ولا للأكل من حرام . . لأن الله تعالى يقول في كتابه العزيز : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى مثلها مثل الإيمان ، يمكن أن يدعيها أي أحد ، ولا يصدق هذه الدعوى إلا العمل ، فالله تعالى إذا قال : ( الذين آمنوا . . . ) كثيرا ما يردفها بقوله تعالى ( وعملوا الصالحات ) لأن الإيمان هو ما وقر في القلب ، وما وقر في القلب لا يعلمه إلا الله ، وإنما يصدقه العمل . . فكذب من يدعي مودة أهل البيت ثم يتقاعس عن نصرتهم ، أو الإحسان إليهم ، وبذل الوسع في تحقيق مطالبهم بل وتقديم الصالحين منهم على نفسه وولده وكل عزيز لديه . . . فما بالك بمن يؤذيهم أو يغمطهم حقوقهم . إذا كان في أكل المحتاج من آل البيت للزكاة أو الصدقة إثم ، فإنما إثمه على الأغنياء الذين ينامون عن حقوق آل البيت التي دعا إليها القرآن في صريح آياته ، وحث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثبات الصحيح من أحاديثه . من هذا نرى أننا لا نطلق إباحة الزكاة لأهل البيت ، وإنما نقيدها بما رأيت من القيود : ( فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه ) ، وقد يعود الإثم على من اضطره إلى ذلك . والله يقول الحق . . وهو يهدي السبيل .
( 1 ) الشورى 23 .
36
نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 36