نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 230
عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية ، فدعوه فأبى أن يأكل ، وقال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير [1] . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعا من شعير ( 1 ) . فهل بعد هذا كلام لأحد كائنا من كان ، إلا أن يكون عدوا لله ورسوله وفي قلبه مرض ، وهل لأحد أن يتقدم بين يدي الله ورسوله برأي يعارض حكم الله ، ويخالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . . وقد نهى الله عن ذلك أشد النهي فقال عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله . . . ) إن الإسلام دين الله المكمل ، وإن تشريعه هو التشريع الشامل الذي يسع الناس أجمعين ، ويسع أحوالهم على اختلاف الأزمنة والأوضاع . ولا ينبغي لأحد أن يفهم أن الإسلام يترك للآباء أن يزوجوا بناتهم - بغير الكفء - حسب ما تدعوهم إليه أهواؤهم ، أو تحقيقا لمصالحهم ومنافعهم المادية فيجعلوا ذلك صفقة تجارية ينالون بها عرضا من الدنيا ، ولا يفعل ذلك إلا معتد ظالم . لقد جعل الإسلام للزواج شروطا لا يتم إلا بها ، وجعل للبنت الحق في إبداء رأيها وأعطاها الحق في رفض من تشاء من الرجال إذا لم يكن كفؤا لها ، وجعل للقاضي ولاية عامة يستطيع بها أن يمنع أي زواج يقوم على الظلم ، أو يحيد عن سنة الحق ، وللفقهاء في ذلك كلام كثير ، وآراء حكيمة تدل على سمو هذا التشريع وعظمته وخلوده وصلاحه لكل حال وزمان . وحين يحل الإسلام للفتاة أن تزوج دون البلوغ ، أو أن تزوج لرجل
[1] رواه البخاري ، والمصلية : المشوية . ( 2 ) متفق عليه . وانظر باب ( فضل الزهد . . . . ) في رياض الصالحين .
230
نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 230