نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 229
والضراء ، كما أراد له الله سبحانه أن يكون : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا " [1] . وبلغ من زهده وتقشفه أن أزواجه رضي الله عنهن لم يطقن في بداية الأمر ما تعرضن له من مشقة وضيق فأجمعن على مطالبته أن يوسع عليهن في النفقة ، فأبى ، وامتنع عن الخروج إلى الناس حتى عز ذلك على الصحابة ، فاستأذن أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فلم يأذن ، ثم استأذنا فأذن . وحين علما بما كان من مطالبهن قام أبو بكر إلى عائشة ليضربها ، وقام عمر إلى حفصة كلاهما يقولان : تسألان النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده ؟ ! فنهاهما الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقلن : والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا المجلس ما ليس عنده . ثم أنزل الله عز وجل الخيار : ( يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا . وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما ) ( 2 ) . وبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة - رضي الله عنها وكانت أحب أزواجه إليه - فقال : إني أذكر لك أمرا ما أحب أن تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك . قالت : وما هو ؟ قال : فتلا عليها : ( يا أيها النبي قل لأزواجك . . . ) قالت : أفيك أستأمر أبوي ؟ بل أختار الله ورسوله ! ثم عرض مثل ذلك على سائر نسائه فما اختارت منهن واحدة الدنيا وزينتها ، بل اخترن الله ورسوله والدار الآخرة ، واستقام الأمر بعد ذلك على هذا ، فما رغبن عن الآخرة ، ولا أسفن على الدنيا حتى لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى . رضي الله عنهن .