نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 227
من رسول الله وهي بنت تسع عشرة سنة ، وعاشت حتى بلغت السادسة والستين وقد حرم الله عليها وعلى سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم الزواج ، فعاشت حياتها عفيفة شريفة طاهرة حصانا رزانا ؟ ؟ ؟ ، راضية صابرة ، ما ندبت حظها من الرجال ، فقد فازت بالنصيب الأوفى من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والشرف الذي لا يدانى ، والمنزلة الرفيعة من الجنة ، وكانت بذلك المثل والأسوة الحسنة لكل امرأة مسلمة يموت عنها زوجها وهي شابة فترغب عن الزواج رعاية لأولادها ، أو يرغب عنها الرجال لأمر قد كتبه الله عليها ، وأثبتت أن المرأة إنسان عظيم يملك من أمر نفسه الزمام ، فلا تتحكم به غريزة ، ولا يميل به هوى ، وكانت بذلك المثل الأعلى في الزهد بمتاع الدنيا وزينتها . وكيف لا تكون كذلك وهي سليلة أبي بكر الصديق ، أعظم رجل عرفته الأرض بعد النبيين ، أخذت عنه ميراثها من صفاة النفس وصدق الإيمان ، ونبل الغاية ، ومن الشرف والسيادة ثم انتقلت إلى بيت النبوة ومهبط الوحي ، وعاشت مع أزهد رجل في الدنيا ، رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلقت الدرس العظيم في الزهد يوم نزل القرآن الكريم يخيرها ويخير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بين الحياة الدنيا وزينتها ، وبين الله ورسوله والدار الآخرة فكانت أول من اختار الله ورسوله والدار الآخرة ، وأبت أن تشاور أبويها في ذلك ، ولم تكن يومها غرة صغيرة ، بل كانت مدركة عاقلة من أذكى النساء وأعلمهن ! رضي الله عنها وعن سائر زوجاته الطيبات . ( مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيته " ومما يجمل ذكره في هذا السياق أسلوب حياته ، ونمط عيشة في بيته مع أهله عليه الصلاة والسلام ، فقد كان أزهد الناس بمتع الحياة ولذائذ العيش ، لا يأخذ من ذلك إلا ما لا بد منه ولا غنى عنه ، وبمقدار ما تدعو
227
نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 227