نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 155
الحسين رضي الله عنه . ولقد عرضت الدنيا على رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلد فيها فاختار لقاء الله عز وجل ، ورفض أن يكون ملكا رسولا وآثر أن يكون عبدا رسولا يشبع فيحمد الله ، ويجوع فيصبر لله ، " وتوفي صلى الله عليه وسلم وما في بيته شئ يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي " [1] . ولقد كانت الجريمة في قتل الحسين رضي الله عنه كبيرة شنيعة قبيحة أشد القبح ، تكاد تنفطر لها السماء وتتصدع لها الأرض وتخر الجبال هدا ، ولكن لا ينبغي لذلك أن يدفعنا إلى اجترار الأسى ، وإثارة الحقد وتفريق الصف وتكريس الاختلاف ، فذلك ماض قد انقضى ، وقضاء قد وقع ، وكل أفضى إلى ما قدم ، والله عز وجل هو الحسيب والعليم بالنيات وكفى بالله حسيبا . وليس الحسين رضي الله عنه أول من قتل مظلوما ، فقد قتل قبله أبوه علي رضي الله عنه وهو الخليفة الراشد الزاهد ، ومن قبل قتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان مظلوما صابرا ، ولم يأذن للصحابة بالدفاع عنه لئلا يسفك بسببه دم مسلم ، واستشهد قبل عثمان عمر الفاروق وهو يصلي بالناس الفجر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إماما وخليفة للمسلمين وهو أفضل الأمة بعد أبي بكر رضي الله عنه ، وقتل في معركة الجمل على يد هؤلاء البغاة وبتحريضهم ألوف الصحابة ، وفيهم طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وهما من العشرة المبشرين بالجنة " . ومن قبل حكم الأريسيون من اليهود على نبي الله عيسى بن مريم بالصلب والقتل ، وهموا بما لم يفعلوا فرفعه الله تعالى إليه حيا بجسمه وروحه ، وصلب اليهود عدو المسيح الذي ألقى الله شبهه عليه ، وظنوا أنهم قتلوه وصلبوه ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ) [2] ومن قبل عيسى قتل اليهود أنبياء كثيرين ظلما وعدوانا ، وقد حكى
[1] رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها . [2] النساء : 157 .
155
نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 155